دروس وتحذيرات: قصة طبيبٍ مع مرض كوفيد-19

egyptian-doctor-survives-covid

19 أيار/مايو 2020 - عندما رن هاتف الدكتور أحمد إسماعيل في أذار/مارس - وكان المتصل أحد أصدقائه يتصل بخصوص حماته المريضة - لم يشك الدكتور إسماعيل في أي شيء خارج عن المألوف. ووافق الدكتور إسماعيل، طبيب أمراض الباطنة والروماتيزم الذي يعمل في القاهرة، على إجراء زيارة منزلية للاطمئنان على السيدة التي كانت تعاني من حمى متقطعة لأيام.

وزار الدكتور إسماعيل المريضة المصابة بالربو والتهاب الشعب الهوائية. ولم يلحظ أي شيء يستدعي الخوف: ويقول الدكتور: "بدا كل شيء على ما يرام". وبعد وصف بعض الأدوية، أخبر أسرة السيدة - الذين لم تظهر على أي منهم أعراض الإصابة بمرض كوفيد-19 - بضرورة توجهها مباشرة إلى مستشفى فحص إذا بدأت تعاني من سعال جاف أو ضيق النفس.

وبعدها بأيام قليلة، عانت المريضة من تلك الأعراض التي تشي بإصابتها بالمرض. وذهبت إلى المستشفى الذي حدده الدكتور إسماعيل، حيث أكد الفحص أنها مصابة بكوفيد-19 واتصل صديق الدكتور إسماعيل به ليخبره بالنتيجة.

وبندمٍ يقول الدكتور إسماعيل، الذي لم يكن يرتدي قفازات أو قناعاً عند زيارته للسيدة: «للأسف، لم أحم نفسي، فلم أتوقع ذلك".

كان الدكتور إسماعيل يعلم أنه يتعين عليه أن يعزل نفسه وأن يخبر كل من عمل معه. وبدأ على الفور في الاتصال بالمستشفيات التي يعمل بها استشاريًا. ويقول "لا يمكنني تحمل فكرة أنني قد أنقل العدوى إلى مرضاي". "يمكنني تحمّل العكس، لأن هذا عملي. لكنني كنت قلقاً على مرضاي". وفي نفس اليوم الذي أبلغ فيه المستشفيات، تواصلت معه وزارة الصحة والسكان المصرية لإطلاعه على إرشادات حول إجراءات العزل المنزلي.

وبعد خمسة أيام من زيارة المريضة، بدأ الدكتور إسماعيل يعاني من التهاب خفيف في الحلق مصحوب بحمى. يقول الدكتور إسماعيل "أنا مصاب بالربو، وعادة ما أسعل في هذا الوقت من العام. ولا أعير هذا الأمر أي انتباه في الظروف العادية، لكني أعرف أنني اختلطت بمريضة مصابة". لذلك توجه مسرعًا إلى مستشفى الحميات لإجراء فحص، وفي اليوم التالي جاءته النتيجة إيجابية.

ذهب الدكتور إسماعيل إلى مستشفى العزل المخصص لمرضى كوفيد-19 في القاهرة، ومكث فيه لعدة أيام. وبصفته طبيباً، أراد حماية العاملين فأخبرهم بأنه سيسجل علاماته الحيوية بنفسه.

في البداية، كان من السهل تحمُّل بقائه وحيداً في غرفة المستشفى. وكانت أعراضه طفيفة. يقول "كان لدي كتابان والإنترنت. وكذلك قضيت الوقت في الصلاة وفي مكالمات الفيديو مع زوجتي وأولادي". ويقول مازحًا: "كنت أفكر في أزمة الشرق الأوسط ووجدت حلولاً لها".

ولكن أصبح الأمر أصعب بعد مرور أسبوع على دخولي إلى المستشفى. "كنت محجوراً في غرفة واحدة، ولم يأت أحد لزيارتي، ولم أتحدث مع أحد وكدت أجن". "كانت الأيام القليلة الماضية عصيبة جداً.

"أظن أنه كان من الخطأ أن ألعب دور البطل وأن أطلب منهم عدم الاطمئنان عليّ،» يقول الدكتور إسماعيل الآن. "هذا درس آخر تعلمته: يجب أن يعاملونني كمريض، ويجب أن أتصرف كمريض".

وأخيرًا، كانت نتائج اختبار كوفيد-19 سلبية مرتين، وتمكن من مغادرة المستشفى. وبعد فترة أخرى من الحجر الصحي الذاتي الوقائي في منزله، عرف أن لديه شيئاً ثميناً يقدمه لمرضى كوفيد-19 في المستقبل، وهو دمه. ولا تزال الأبحاث على علاج كوفيد-19 بالبلازما في مهدها، مع عدم تأكيد منظمة الصحة العالمية على أي علاج فعال حتى الآن. لكن الدكتور إسماعيل أراد أن يساهم في العدد المتزايد من الدراسات العلمية حول ما يمكن أن ينجح من أجل مساعدة المصابين بالفيروس. لذلك تبرعَ بالبلازما. ويقول "استغرق الأمر 45 دقيقة، وهو غير مؤلم إطلاقًا". "إنه إجراء سهل، فقد قمت به وأنا أشرب قهوتي".

الآن بعد شفائه تمامًا، يود الدكتور إسماعيل أن يشارك الدروس التي تعلمها مع العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يواجهون المرض. وبناء على تجربته المضنية في الحجر الصحي، ينصح بالآتي: "عندما تكون مريضاً، انس أنك طبيب، وتصرف كأنك مريض".

ولا تنس أبداً معدات الحماية الشخصية مثل الأقنعة والقفازات: "احرص على حماية نفسك أثناء التعامل مع المرضى، وكن حذراً مع كل مريض تتعامل معه". "لا تظن أنك بمنأى عن المرض. فقد تصاب به في أي وقت".