هلا خضري: التفاني في العمل في حالات الطوارئ

Hala contributed to the development of contingency and response plans covering areas such as the evacuations from eastern Aleppo, mass displacement in northeast Syria.

"عندما أرى أعداد السكان المحاصرين في الدول التي تعاني من أزمات طارئة بالمنطقة، بما فيهم الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد، أكون أكثر إصراراً على بذل كل ما بوسعي للمساهمة في إنقاذ حياتهم"، تقول هلا خضري، وهي مديرة تقنية في إدارة برامج الطوارئ الصحية بالمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط.

التحقت هلا بمكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا بعد أشهر قليلة من حصولها على درجة الماجستير في علوم التغذية من الجامعة الأمريكية في بيروت في ٢٠١١، حيث تولت إدارة أنشطة التغذية الاعتيادية والطارئة.ومع اندلاع الأزمة، شاركت هلا بشكل فاعل في دعم عمليات الاستجابة لحالات الطوارئ في منظمة الصحة العالمية، مع التركيز على أنشطة التغذية. وعلى الرغم من ضغوط العمل الشديدة وبعض "اللحظات المؤلمة" التي واجهتها، خصوصاً أثناء العمل الميداني وبالقرب من الخطوط الأمامية، تحتفظ هلا بشغفها الدائم المتمثل بالعمل في مجال الطوارئ الصحية.

Since_the_day_she_joined_WHO_Syria_in_2011_Hala_Khudari_has_been_fully_engaged_in_supporting_WHOs_emergency_response_operations_with_a_focus_on_nutrition

قالت هلا: "في البداية، كان العمل خلال فترة الأزمة بما يتطلبه من زيارات ميدانية للمناطق التي مزقتها الحرب أمراً مرهقاً للغاية. شاهدت العديد من الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في سوريا، وبعضهم بحاجة إلى عناية طبية فورية. كما واجهت الكثير من التحديات بما فيها عدم إمكانية الوصول لبعض المناطق وانعدام الأمن وغيرها من المواقف الصعبة. لكني وضعت كل طاقتي في عملي".

خلال عملها في مكتب منظمة الصحة العالمية في سوريا، لعبت هلا دوراً أساسياً في التخطيط والاستجابة للاحتياجات الصحية والتغذوية للسكان في جميع أنحاء سوريا. كما ساهمت في تطوير خطط الاستجابة والطوارئ بما فيها عمليات الإخلاء من حلب الشرقية والاستجابة للنازحين في شمال سوريا إضافة لاستجابة المنظمة في المناطق المحاصرة وتلك التي يصعب الوصول إليها.

في تشرين الثاني ٢٠١٧، انضمت هلا لفريق الطوارئ الصحية في المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بهدف دعم عمل المنظمة في الإقليم. "أتاحت لي هذه الفرصة توسيع آفاقي وتقديم الدعم الذي كنت أقدمه لدول أخرى تعاني من أزمات طارئة، بما فيها العراق وسوريا"، تقول هلا.

Hala contributed to the development of contingency and response plans covering areas such as the evacuations from eastern Aleppo, mass displacement in northeast Syria

ومؤخراً، شاركت هلا بفعالية في دعم عمليات الاستجابة الصحية في شمال سوريا، حيث يحتاج مئات الآلاف من السكان بصور ماسة للمساعدات الإنسانية، بما فيهم عشرات الآلاف يعيشون ظروفاً قاسية في مخيمات ومناطق النزوح.

"تجربتي الإقليمية خلال السبعة عشر شهراً الماضية، إضافة إلى خبرتي السابقة في سوريا، كلاهما منحتني معرفة عميقة حول الاحتياجات الصحية والتغذوية والتنسيق للاستجابة لهذه الاحتياجات"، تقول هلا.

وتضيف: "العمل في برامج الطوارئ يسلط الضوء على زيادة حالات سوء التغذية الحاد بسبب استمرار الأزمات في أنحاء المنطقة. كمختصة في مجال التغذية، أشعر بالقلق بسبب عدد الحالات التي تتطلب العلاج في بعض الدول مثل الصومال والسودان واليمن. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها مختلف الوكالات والقطاعات للتعامل مع حالات سوء التغذية والتخفيف منها، إلا أن هناك حاجة لبذل المزيد من الجهد . والطريقة الأمثل لتحسين الوضع التغذوي تكمن في توحيد جهود جميع المعنيين والعمل معاً، وإلا فإن المنطقة ستعاني من مآزق كبيرة".

وتقول هلا: "طالما انا في الميدان وعلى تماس مباشر مع المحتاحين سأعمل كل ما بوسعي لتخفيف المعاناة عند الفئات الأشد ضعفاً. وكلما استذكرت المبادئ الإنسانية للأمم المتحدة، أدرك سبب اختياري العمل في القطاع الإنساني".