"تكنولوجيا الموبيل لحياة صحية" لمكافحة داء السكّري في مصر

1

17 كانون الأول /ديسمبر 5102 ، في شراكة متعددة القطاعات بين الصحة والقطاعات غير الصحية، انطلقت في مصر في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 مبادرة جديدة للاستفادة من تقنيات الهواتف والأجهزة النقالة لمكافحة داء السكري. وتعتبر هذه المبادرة تطبيقًا وطنيًا للبرنامج العالمي المعروف بالإنكليزية "Be He@lthy Be Mobile - تكنولوجيا الموبيل لحياة صحية"، والمعروف أيضًا بالرعاية الصحية عبر الأجهزة النقالة "صحتك فى رسالة mHealth".

والرعاية الصحية عبْر الأجهزة النقالة (صحتك فى رسالة mHealth) هي نهج مبتكر يستخدم تقنية الهواتف والأجهزة النقالة، ولا سيما في الرسائل النصية والتطبيقات، لتقديم الرعاية الصحية للمرضى أو الدعم التقني المباشر لمقدمي الخدمات الصحية، بتكلفة منخفضة تلقى قبولا من مستخدميها. وهذه المبادرة الوطنية هي نتاج لشراكة بين وزارة الصحة والسكان، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، والشركات المحلية الثلاث للاتصالات، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي للاتصالات.

صحتك في رسالة هي وسيلة لخفض تكاليف الرعاية الصحية من خلال تمكين المواطنين بالتدخل في الرعاية الصحية لأنفسهم مبكرا باستخدام تقنيات فعالة من حيث التكلفة وموجودة بالفعل ومنتشرة على نطاق واسع؛ كالأجهزة النقالة. وتهدف مبادرة "صحتك في رسالة" إلى إنشاء برامج صحية نقالة على أساس علمي من المعارف الموثوق بها.

وستساعد هذه المبادرة الحكومات على استخدام المكونات النقالة لتعزيز أنشطتها الصحية الوطنية في الوقاية من الأمراض غير السارية وعوامل الخطر ومعالجتها. وستسهم على مدى طويل، مع سائر التدابير ذات المردود لقاء التكلفة في تخفيف عبء الموت المبكر والإعاقة والمراضة عبْر تعزيز أنماط الحياة الصحية.

ويتزا يد الإدراك بأن الأمراض غير السارية أصبحت تهيمن على احتياجات الرعاية الصحية والإنفاق الصحي في مصر. فهي مسؤولة عن 84% من جميع الوفيات و67% من الوفيات المبكرة للفئة العمرية أصغر من 70 عامًا. والأمراض الرئيسية الأربعة وهي المرض القلبي الوعائي، والسرطان، والسكري، والمرض الرئوي المزمن، تمثل عبئًا صحيًا جسيمًا على النظام الصحي الوطني.

إن مصر من بين خمسة بلدان في إقليم شرق المتوسط لديها أعلى معدلات انتشار لداء السكري وأكبر عدد من البالغين المصابين به. فحوالي 17% من البالغين المصريين لديهم مستويات عالية من الغلوكوز في الدم أثناء الصيام، وأكثر من 10% لديهم خلل في مستوى غلوكوز الدم أثناء الصيام (مقدمات داء السكري)*، وهذا يشكل عامل خطر شديد للإصابة بداء السكري إذا لم يعالج على نحو سليم.

ولا يعالج سوى 37.6% فقط من المرضى بأدوية السكري، وهذا يعني أن ما يزيد على 60% من مرضى السكري لا يخضعون للعلاج. ولحسن الحظ، أن داء السكري ومضاعفاته الرئيسية يمكن الوقاية منهما إلى حد كبير عبْر تدخلات ذات مردود، تعالج عوامل الخطر السلوكية العامة ومنها النظام الغذائي غير الصحي والخمول البدني واستهلاك التبغ.

إن إدراج مباردة "صحتك فى رسالة" في مجال داء السكري يمكن أن تعد نهجا ممتا زا لتضييق الفجوة الضخمة في التدبير العلاجي للمرض، وإذكاء وعي الجمهور والمرضى بأهمية الحياة الصحية. وستقلل المبادرة من تكاليف الرعاية الصحية بتمكين المواطنين من التد خل مبكرا في رعاية أنفسهم صحيا باستخدام تقنية لها قاعدة شعبية وذات مردود لقاء التكلفة.