خطة التأهب لمواجهة فيروس زيكا في إقليم شرق المتوسط

1. معلومات أساسية وتحليل الوضع

يحدث مرض فيروس زيكا نتيجة للفيروسة المصفرة ذات حمض الريبونوكليك والتي تنتقل إلى البشر بواسطة بعوضه الزاعجة، وهو نفس النوع من البعوض الذي ينقل حمي الضنك، والحمى الصفراء. تظهر أعراض المرض على 20% فقط من المصابين بعدوى فيروس زيكا، والأعراض تشمل الحمى الخفيفة والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة. وتستمر هذه الأعراض عادة لمدة 2-7 أيام. ولا يوجد حاليا أي لقاح للوقاية من المرض ولا يتاح له أي علاج محدد مضاد للفيروسات.

وفي كانون الأول/ديسمبر 2013 ، أبلغت السلطات في بولينيزيا الفرنسية عن حدوث زيادة في حالات الاضطرابات العصبية النادرة. ومن بين هذه البلاغات، شخصت 42 حالة بوصفها متلازمة غيان-باريه. وقد أبلغ عن عدوى فيروسية سابقه في 88% من هذه الحالات، وأظهر التحليل الاستعادي أن جميع الحالات (42 حالة) قد أشارت نتائج اختباراتهم المصلية إلى إصاباتهم السابقة بفيروس حمي الضنك وفيروس زيكا. وفي تموز/يوليو 2015، أفادت السلطات في ولاية باهيا في البرازيل بحدوث زيادة في عدد المرضي المصابين بمتلازمات عصبية، من بينهم 42 حاله تأكد إصابتها بمتلازمة غيان-باريه. من إجمالي هذه الحالات (42 حالة)، أبلغت 26 حالة عن أعراض تتسق مع أعراض العدوى بفيروس زيكا.

وفي تشرين الأول/أكتوبر 2015 ، أبلغت السلطات الصحية البرازيلية عن حدوث زيادة غير عادية في عدد حالات صغر الرأس في ولاية بيرنامبوكو ، شمال شرق البرازيل. وفي الأشهر الثلاثة التالية، أبلغ عن أكثر من 4000 حاله مشتبه في إصابتها بصغر الرأس. وبالمثل، أبلغت السلطات البولينيزية الفرنسية، في تشرين الثاني/نوفمبر 2015، عن حدوث زيادة غير عادية في عدد تشوهات الجهاز العصبي المركزي في الأجنة والولدان من آذار/مارس 2014 إلى أيار/مايو 2015. وأبلغ عن 18 حاله من التشوهات العصبية الحادة المختلفة التي تجاوزت بدرجه كبيره معدل الحدوث الأساسي.

وفي كل من البرازيل وبولينيزيا الفرنسية، أبلغ عن حدوث زيادة في عدد الاضطرابات العصبية والتشوهات الخلقية في سياق سريان الفيروسة المنقولة بالمفصليات، وكان كلا البلدين يعانيان من فاشية زيكا للمرة الأولى. وقبل عام 2007، لم توثق عدوى الفيروس خارج أسيا أو أفريقيا. واعتبارا من نيسان/ابريل 2016، أبلغ أكثر من 60 بلداً في الأمريكتين وجزر المحيط الهادئ وجنوب شرق أسيا وأفريقيا عن انتقال العدوى بمرض فيروس زيكا محلياً.

وقد سببت فاشية فيروس زيكا الحالية، وما يرتبط بها من اضطرابات صغر الرأس واضطرابات عصبية، في تزايد القلق في البلدان في جميع أنحاء العالم. وأعلنت البرازيل حالة الطوارئ الصحية العمومية على الصعيد الوطني في تشرين الثاني/نوفمبر عام 2015. وقد نصحت بعض البلدان في أمريكيا اللاتينية النساء بتأجيل الحمل حتى يتسنى فهم هذه المخاطر الصحية الوخيمة على نحو أفضل. كما أصدرت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، في أتلانتا، والمركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، في ستكهولم، وغيرهما من وكالات الصحة العامة الوطنية تحذيرات من السفر تتضمن توصيات بأن تنظر الحوامل في تأجيل السفر إلى أي منطقة توجد فيها سراية لفيروس زيكا. وفي 1 شباط / فبراير 2016، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المجموعة الأخيرة من الاضطرابات العصبية وتشوهات الولدان المبلغ عنها في منطقة الأمريكتين تُعدُّ طارئة صحية عمومية مثيرة للقلق الدولي، ودعت إلى استجابة عالمية لمواجهة انتشار مرض فيروس زيكا.

1-1 الوضع في إقليم شرق المتوسط وتحليل المخاطر

حتى أيار / مايو 2016، لم يبلغ أي بلد من بلدان الإقليم عن ورود مرض فيروس زيكا أو انتقاله الذاتي. ومع ذلك، لا يوجد ترصد حالٍ خاص بفيروس زيكا ولا تتوفر الاختبارات المختبرية له. ومن بين 22 بلدا في الإقليم، أبلغت البلدان الثمانية التالية عن وقوع فاشية لحمى الضنك فيها أو عن وجود بعوضة الزاعجة لديها خلال السنوات الأخيرة: جيبوتي، ومصر، وعمان، وباكستان، والمملكة العربية السعودية، والصومال، والسودان، واليمن.

Fig._1._Areas_with_circulation_of_dengue_chikungunya_and_yellow_fever_virus_19592015

الشكل (1) المناطق التي تنتشر فيها حمى الضنك، والشيكونغونيا، وفيروس الحمى الصفراء، للأعوام 1959-2015ث

كما أن بعض هذه البلدان المعرضة لخطر الإصابة بفيروس زيكا تعاني أيضا من حالات الطوارئ المعقدة أو أنها في مرحلة التعافى منها، والنظم الصحية لديها هشة، ونظمها لترصد الأمراض ضعيفة، وقدراتها على الاستجابة فقيرة، ومستوى تأهب الصحة العامة لديها دون المستوى الأمثل. كل هذه العوامل تجعل البلدان عرضة لأية أمراض معدية ناشئة. وتُعَدُّ باكستان هي أكثر البلدان تعرضاً للخطر في الإقليم نظراً للعدد الكبير من المسافرين بينها وبين الأمريكتين، ولكثافة سكان الحضر لديها، ولوجود وباء واسع النطاق لحمى الضنك فيها، وللأحوال المناخية الأكثر ملاءمةً لتكاثر بعوض الزاعجة.

كما أن عدوى فيروس زيكا تفاقم من تعقيد التحديات حيث إن غالبية المصابين لا تظهر عليهم أية أعراض ولا يتمتع السكان بالمناعة ضد هذا الفيروس الجديد.

2. الثغرات الحالية في قدرات التأهب والاستجابة لزيكا

واستناداً إلى نتائج تقييم منظمة الصحة العالمية الذي أجري على نطاق الإقليم تأهباً لمواجهة فيروس إيبولا في عام 2015 والتجارب القطرية الأخيرة في التصدي للفاشيات الرئيسية للأمراض المعدية الناشئة، ومن ضمنها فيروس كورونا المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية والأنفلونزا والحمى النزفية الفيروسية فقد حُدِدَت الثغرات التي يمكن أن تؤثر على قدرات التأهب والاستجابة لزيكا:

  • ثغرات في القدرات القيادية في مجال الصحة العامة، وكذلك في التخطيط والتنسيق للتأهب لحالات الطوارئ الصحية العامة
  • عدم كفاية القدرات اللازمة للترصد والاستجابة لتهديدات الصحة العامة عند نقاط الدخول
  • عدم الكفاية في نظم الترصد للأمراض وقدرات الاستجابة عموماً
  • ضعف الترصد لنواقل الأمراض ولبرامج مكافحة النواقل
  • القدرات والمهارات المحدودة في مجال التبليغ عن المخاطر والتوعية بها وتعزيز المشاركة المجتمعية
  • عدم كفاية المعرفة الوبائية الإقليمية الخاصة بعدوى فيروس زيكا، ووجود ثغرات معرفية كبيرة في علم النواقل الحشرية للأمراض
  • ضعف القدرة التشخيصية في الكشف عن مسببات الأمراض الناشئة

3. خطة التأهب لفيروس زيكا

في حالة حدوث مرض فيروس زيكا في الإقليم نتيجة للعدوى المحلية أو الوافدة، فإنه ينبغي لخطة التأهب أن تعالج الحاجة إلى إدخال تحسينات كبيرة على قدرات التأهب والاستجابة قبل موسم سريان العدوى المحتمل، وهذا يحدث بالنسبة للأمراض الفيروسية المنقولة بالمفصليات خلال الفترة من تشرين الأول / أكتوبر حتى كانون الأول/ديسمبر في معظم البلدان.

الجدول 1.‬ موسمية أمراض الفيروسات القهقرية في إقليم شرق المتوسط

Table 1. Seasonality of arboviral diseases in the Eastern Mediterranean Region

الهدف 3-1

إن الهدف العام من خطة التأهب هو دعم البلدان في مجال تعزيز الترصد والاستجابة لعدوى فيروس زيكا من أجل الاكتشاف الفوري لأي حالات وافدة؛ واحتواء سريانها المحلي بسرعة؛ والتخفيف من آثارها الصحية الضارة على بلدان الإقليم.

3- 2 الأهداف والأنشطة ذات الأولوية

قد حُدِدَت الإجراءات ذات الأولوية التالية للبلدان، مع ملاحظة أنه حتى أيار / مايو 2016 لم يبلغ الإقليم عن أي إصابة بفيروس زيكا.

– تحسين القيادة والتنسيق من أجل تعزيز قدرات التأهب والاستجابة

  • تعزيز القيادة الإقليمية للصحة العامة، ونظم إدارة الحوادث، والتنسيق متعدد القطاعات، وآليات تبادل المعلومات بشأن عدوى فيروس زيكا في الإقليم.
  • دعم البلدان في الاستفادة من النهج الشامل للأخطار في وضع خطط للطوارئ وتنفيذها تأهباً لمواجهة الأوبئة والجوائح والتصدي لها، وتكييفها بحسب العدوى المحتملة لفيروس زيكا.

–  تعزيز القدرات المطلوبة بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) عند نقاط الدخول الدولية

  • بناء القدرات الإقليمية للترصد والكشف المبكر والاستجابة للأحداث الصحية العامة عند نقاط الدخول الدولية.
  • تعزيز التنسيق والتعاون الفعّالين بين أصحاب المصلحة عند نقاط الدخول وتحسين وعيهم بمخاطر وفود/وخروج النواقل لفيروس زيكا.

– دعم التقييم للمخاطر الإقليمية والتطوير لنظم الترصد الفعّالة

  • إنشاء مرتسمات وطنية بشأن خطر العدوى بفيروس زيكا.
  • إنشاء نظم للترصد الفعّال لعدوى فيروس زيكا وما يرتبط بالعدوى من عيوب خلقية ومضاعفات عصبية.
  • تطوير القدرة الإقليمية في مجال تقييم المخاطر والترصد والتقصي الوبائي لحالات زيكا المشتبه فيها أو المؤكدة.

– تعزيز الترصد للحشرات والمكافحة لنواقل الأمراض

  • التوجيه والدعم بشأن ترصد الحشرات والإدارة المتكاملة للنواقل للحد من مخاطر التعرض لفيروس زيكا.
  • تأسيس قاعدة للتوزيع الجغرافي مختصة بالنواقل على المستوى الإقليمي وعلى المستوى القطري.
  • تعزيز البحوث والمعرفة والمهارات في مجال الحشرات الطبية الخاصة على المستوى القطري من خلال أنشطة التدريب.

– تحسين الحصول على اختبار التشخيص ذي الجودة العالية وسرعة ظهور نتائجه

  • تأسيس خدمات التشخيص لفيروس زيكا في الإقليم.
  • التنسيق وبناء القدرات في مجال جمع العينات وتخزينها ونقلها؛ وتأسيس عملية لشحن العينات إلى المختبرات المرجعية.
  • بناء القدرات لأداء الاختبارات التشخيصية الروتينية.

– تحسين التبليغ عن المخاطر وتحسين المشاركة المجتمعية

  • وضع بروتوكولات للتبليغ عن مخاطر الفيروس «زيكا» للبلدان ومواد التوعية الرئيسية لمختلف الفئات المستهدفة.
  • التشارك مع المجتمعات المحلية بشأن عدوى الفيروس «زيكا» وأنشطة مكافحة النواقل.
  • دعم الأنشطة في مجال إذكاء الوعي حول فيروس زيكا للتجمعات الجماهيرية.

– معالجة الثغرات المعرفية الإقليمية من خلال البحوث التشغيلية

  • تعزيز البحوث الحشرية المختصة ببعوضة الزاعجة.
  • تحسين المعرفة الوبائية حول احتمال السريان المبكر لفيروس زيكا في الإقليم.
  • دعم البحوث التشغيلية بشأن فيروس زيكا والعدوى بالفيروسات المنقولة بالمفصليات ذات الصلة، ونواقلها، من أجل تضييق الفجوة المعرفية.

3-3 تفعيل الخطة

قد أنشئ نظام لإدارة الحوادث في المكتب الإقليمي لدعم التخطيط الشامل للخطة وتنفيذها. وستنسق إدارة الوقاية من الأمراض المعدية ومكافحتها وبرنامج مكافحة الجوائح والأمراض الوبائية التابعان لمنظمة الصحة العالمية الخطة وستنفذاها بالتشاور والتعاون الوثيقين مع البرامج التقنية الأخرى. وفي كل برنامج تقني متعاون سيكون هناك موظف معين مسؤول عن وظيفة في نظام إدارة الحوادث.

Organogram

الشكل (2) هيكل نظام إدارة الحوادث الإقليمية لفيروس زيكا

ستتطلب الخطة ضمان الاتصال الوثيق والشفاف، والاضطلاع بالبعثات التقنية، وتنظيم الاجتماعات وحلقات العمل والتدريب، وضمان التفاعل الوثيق والمتابعة مع بلدان الإقليم والمقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى والشركاء الصحيين الدوليين لمنظمة الصحة العالمية.

4. الرصد والتقييم

سيتولى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية الرصد والتقييم المنتظم بشأن تنفيذ خطة التأهب لفيروس زيكا من خلال مجموعة من مقاييس العمليات / والنواتج ومؤشرات الأداء للاستجابة التشغيلية المقابلة لكل هدف من الأهداف الرئيسية.

الأنشطة القطرية في تنفيذ خطة التأهب لفيروس زيكا