الاستراتيجية والسياسات
في عام 1999، أطلقت مبادرة دحر الملاريا في إقليم شرق المتوسط، والتزمت جميع بلدان الإقليم بهدف هذه المبادرة، وقامت بتحديث استراتيجياتها الوطنية لمكافحة الملاريا وللتخلص منها على مقتضى تلك المبادرة. وفي عام 2002، تم إعداد أول خطة استراتيجية إقليمية لدحر الملاريا 2003 – 2008، وكانت أهداف تلك الخطة الاستراتيجية هي: إنقاص عبء الملاريا إلى نصف ما هو عليه في البلدان التي تتحمل عبئاً ثقيلاً من الملاريا، إنقاص معدلات الوفيات والمراضة الناجمة عن الملاريا حتى لا تصبح من مشكلات الصحة العمومية في البلدان التي تتوطن فيها الملاريا توطناً خفيفاً إلى متوسط، والتخلص من الملاريا في البلدان التي تمت فيها قطع سرايتها، أو التي يقتصر وجود الملاريا فيها على بؤرٍ متبقية، والوقاية من عودة دخول الملايا إلى البلدان التي أصبحت خالية منها. ثم تم تحديث الاستراتيجية الإقليمية عام 2005 للفترة 2008-2010.
وبحلول عام 2012، حقق معظم البلدان في الإقليم أهداف الاستراتيجية الإقليمية، وحصلت الإمارات العربية المتحدة والمغرب على الإشهاد بخلوها من الملاريا، وأبلغت الجمهورية العربية السورية والعراق عن عدم وجود سراية محلية. وتحقق خفض واضح وجليّ في عبء الملاريا في جمهورية إيران الإسلامية والمملكة العربية السعودية. كما سُجِّل انخفاض واضح في معدلات الوفيات أيضاً في العديد من البلدان التي كانت تعاني من عبء مرتفع، مثل أفغانستان وبعض المناطق في السودان وفي اليمن.
لقد تم إعداد الخطة الاستراتيجية لمكافحة الملاريا والتخلص منها في إقليم شرق المتوسط 2011-2015 مع الأخذ بالاعتبار قرار اللجنة الإقليمية (ش م/ل إ55/ق.9) والقرارات التي اتخذت على الصعيد العالمي ذات الصلة بمكافحة الملاريا وبالتخلص منها، والتغيرات التي طرأت على السمات الوبائية للملاريا في الإقليم، والفرص المالية المتاحة من الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا، ومن الشركاء الآخرين. إن المرمى والأغراض والأهداف في هذه الخطة الاستراتيجية الإقليمية تتماشى مع المرامي المتفق عليها عالمياً، ومنها المرامي الإنمائية للألفية في الأمم المتحدة.