10 آب/ أغسطس 2023 - تسهم الأمراض المنقولة بالنواقل مثل الملاريا وحمى الضنك في زيادة معدلات المراضة والوفيات في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط. ويُعَدُّ الانتشار الحالي للنواقل الغزوية، وهي البعوضة الأنوفيلية الاصْطِفانِيَّة، والزاعجة المصرية، والبعوضة البعوضة الزاعجة المنقطة بالأبيض، في الإقليم تحديًا إضافيًا يزيد من خطر فاشيات الملاريا وحمى الضنك في البلدان ذات المخاطر العالية.
وتعتمد الوقاية من حمى الضنك ومكافحتها على مكافحة نواقل البعوض الزاعج، وهو الناقل الرئيسي الذي ينقل فيروس حمى الضنك وغيره من الأمراض التي تنقلها بعوضة الزاعجة. وتُعدُّ مكافحة بعوض الأنوفيلة الناقل للملاريا تدخلًا وقائيًا أساسيًا من أجل تخفيف عبء الملاريا في البلدان الموطونة به والوقاية من عودة سريانه في البلدان الخالية منه. ويُعدُّ ترصُّد الحشرات من الأنشطة المهمة التي تسمح باتخاذ قرارات بشأن نوع مكافحة النواقل وتوقيتها من أجل المكافحة الفعّالة لنواقل هذه الأمراض. ويتمثل جزء أساسي من هذا الترصُّد في تحديد أنواع البعوض، حيث ينبغي أن تستهدف مكافحة النواقل أنواع البعوض الناقل للمرض. وفي حين أن الأساليب الجزيئية لتحديد الأنواع آخذةٌ في التحسّن، فإن التعرّف المورفولوجي باستخدام المجهر لا يزال الطريقة الرئيسية للتعرّف على البعوض.
ومن الضروري التعرّف الدقيق على نواقل البعوض من أجل تحديد تركيبة أنواع البعوض، والأنواع التي تتغذى على البشر في معظم الأحيان، والأنواع التي تسهم في انتقال مسببات الأمراض في منطقة موطونة، مكانيًا وزمنيًا على حد سواء. والتحديد الصحيح للنواقل هو الخطوة الأولى في معالجة العينات الميدانية أثناء ترصّد النواقل من أجل تنفيذٍ مُسند بالبيّنات لتدخلات انتقائية وفعالة لمكافحة النواقل في الوقت المناسب. وسوف يساعد بناء القدرات البرامج الوطنية لمكافحة النواقل على إجراء ترصُّد منتظم للنواقل من أجل الاستجابة السريعة والمناسبة لمكافحة النواقل.
ولتعزيز قدرات البلدان في مجال التعرف على البعوض الزاعج والبعوض الأنوفيلي، نظَّم المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط حلقة عمل لتدريب المدربين على التعرّف المورفولوجي للنواقل الرئيسية للملاريا وحمى الضنك في الفترة من 16 إلى 20 تموز/ يوليو 2023، في مسقط بعُمان، بدعمٍ من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والبرامج العالمية للمنظمة لمكافحة الملاريا وأمراض المناطق المدارية المُهمَلة، ووزارة الصحة في عُمان.
وتمثلت أهداف حلقة العمل في:
توضيح أنواع البعوض مع التركيز على أنواع البعوض الأنوفيلي والبعوض الزاعج في الإقليم؛
استخدام مفاتيح التعريف لتحديد النواقل الرئيسية للملاريا وحمى الضنك؛
تمييز النواقل الرئيسية للملاريا من البعوض الأنوفيلي من الناحية المورفولوجية؛
تمييز النواقل من البعوض الزاعج، ومنها البعوضة الزاعجة المصرية والبعوضة الزاعجة المُنَقَّطَة بالأبيض، من الناحية المورفولوجية في الإقليم؛
إعداد بطاقات عينات البعوض للرجوع إليها؛
تجهيز عينات البعوض في المختبرات لمزيد من التأكيد الجزيئي؛
إعداد خطة لحلقات العمل المماثلة الخاصة بأنشطة التدريب الوطنية ودون الوطنية.
وحضر حلقة العمل مشاركون من إقليم شرق المتوسط والإقليم الأفريقي؛ ومن أفغانستان والبحرين ومصر وإريتريا وعُمان والمملكة العربية السعودية والصومال وجنوب السودان والسودان واليمن.
وشملت الاختبارات السابقة واللاحقة لتقييم المتدربين أسئلة متعددة الخيارات وصور والتعرّف على عينات البعوض التي وضعت تحت المجهر. وأظهر تحليل الاختبارات السابقة واللاحقة زيادة بنسبة 30% في عدد المشاركين الذين حصلوا على درجة 80% أو أكثر: من 21 إلى 30 من أصل 30 مشاركًا.
