إن حق الصحة ليس ببساطة هو الحق في التمتع بالصحة فقط ولكنه الحق في الحصول على نظام صحة عمومية شامل يتيح فرصاً متساوية لكل فرد حتى يستطيع أن يتمتع بأعلى مستوى يمكن الوصول إليه من الصحة، ويشمل مختلف الظروف الضرورية. إن عدم التمييز في الحصول على الرعاية والظروف الصحية للازمة للتمتع بالصحة الجيدة هو العنصر الأساسي. وعلاوة على ذلك، وبغض النظر عن مستوى التنمية والوضع الاقتصادي للبلدان، هناك خدمات أساسية وضرورية يجب تواجدها، مثل توفير خدمات الرعاية الصحية ذات الجودة، والمتاحة للجميع، والمقبولة، والميسورة التكلفة.
وفي الوضع الحالي من حيث قلة الموارد، والتمويل المحدود بسبب الأزمة المالية العالمية وتضارب الأولويات، من الضروري عدم تقليل الخدمات المقدمة لمتابعة مرامي التنمية. ويمكن اعتبار مراعاة الفئات الفقيرة والمهمشة على نحو عادل هو المدخل للتحرك نحو بلوغ المرامي الإنمائية للألفية.
إن مشاركة المجموعات المستهدفة في الحياة العامة ضروري من أجل تحديد الاحتياجات والاهتمامات الحقيقية، وكذلك تحديد الاستجابات الملائمة. ولا يمكن الحصول على آراء السكان إلا من خلال عملية تشاركية شفافة. إن مشاركة المجموعات المستهدفة مع الفئات المحورية المهمشة والأكثر ضعفا، في تحديد جدول أعمال القرارات، وإيجاد حوار سياسي وتنفيذ سياسات الرصد والتنفيذ يجب استكماله بجانب التعاون الموسع مع سائر الأطراف المعنية، مثل المجتمع المدني، والجهات الحكومية وغير الحكومية، بما في ذلك مختلف القطاعات الحكومية الأخرى.
المشاركة هي أهم الحقوق، وتزداد أهميتها بالتحديد عندما تتعلق بصحة السكان.