منظمة الصحة العالمية تقول إن الاستثمار في صحة السوريين هو استثمار في مستقبل سوريا

منظمة الصحة العالمية تقول إن الاستثمار في صحة السوريين هو استثمار في مستقبل سوريا

24 نيسان/أبريل، القاهرة/جنيف - بينما يجتمع المجتمع الدولي في بروكسل لإظهار الدعم للسوريين ولإيجاد حل سياسي للصراع، تدعو منظمة الصحة العالمية إلى زيادة الاستثمارات في مجال الصحة لحماية حياة ما يقرب من 17 مليون من الضعفاء من الرجال والنساء والأطفال الموجودين داخل سوريا وفي 5 دول مجاورة رئيسية.

كل يوم، يفقد السوريون أرواحهم نتيجة حالات يمكن علاجها بسهولة. وفي داخل البلاد، أدى النقص الحاد، وانعدام الأمن، والأنظمة الصحية المتعطلة عن العمل إلى وجود ملايين الأشخاص المحتاجين إلى المساعدات الصحية. وفي غضون ذلك، يجد السوريون الذين فروا إلى البلدان المجاورة أنفسهم ضعفاء، حيث تعيش الغالبية العظمى منهم تحت خط الفقر وهم غير قادرين على تحمل تكاليف الرعاية الصحية المنقذة للحياة.

السوريون يتعرضون للخطر بسبب الأزمة الصحية الجارية

لقد خلفت سبع سنوات من الأزمة 11.3 مليون إنسان داخل سوريا في حاجة إلى مساعدات إنسانية صحية منقذة للحياة وللبقاء على قيد الحياة، في حين أن أقل من نصف المرافق الصحية العامة تعمل بكامل طاقتها. وقد أدى استمرار الهجمات العشوائية على مرافق الرعاية الصحية، في عام 2018 وحده، إلى مقتل أو جرح 8 من العاملين الصحيين ووقوع 74 هجوماً مؤكداً على المرافق الصحية.

ولا يستطيع الناس، في جميع أنحاء البلاد، الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأساسية المنقذة للحياة دون التعرض لمخاطر كبرى يومياً. ويشمل ذلك قرابة 2.3 مليون إنسان في مناطق محاصرة ويصعب الوصول إليها. وحُرِم المئات من المرضى والجرحى الذين يعيشون في المناطق المحاصرة من الحق في المغادرة للحصول على الرعاية الصحية المنقذة للحياة. وكثير منهم ماتوا نتيجة لذلك.

وغالباً ما تكون المناطق التي يمكن الوصول إليها مؤخراً ملوثة ومعرضة لمخاطر التفجيرات، ويكون الأشخاص الذين يختارون العودة إلى منازلهم أكثر عرضة للإصابات، ويتفاقم الوضع سوءاً بسبب الافتقار إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية في العديد من مناطق العودة.

اللاجئون يثقلون كاهل النظم الصحية في البلدان المضيفة

مازال الوضع المعيشي، بالنسبة لما يقرب من 6 ملايين لاجئ سوري في جميع أنحاء الإقليم، يمثل تحدياً كبيراً. ويواجه العديد من اللاجئين آثاراً نفسية واجتماعية للحرب والنزوح ويحتاجون إلى الرعاية الصحية الأولية والثانوية والثالثية. ولا تزال النظم الصحية الوطنية في جميع أنحاء الإقليم هي المستجيب الرئيسي لتلك الاحتياجات الصحية، ومع ذلك، مازال الحصول على هذه الخدمات محدوداً، ليس فقط بسبب النظم الصحية المثقلة بالأعباء وغير الممولة، ولكن أيضاً بسبب القيود المالية المفروضة على اللاجئين أنفسهم.

وبالإضافة إلى ملايين اللاجئين السوريين المتأثرين بالأزمة، هناك أيضاً 4 ملايين شخص إضافي من المجتمعات المضيفة يتأثرون بأزمة اللاجئين، ويحتاجون إلى المساعدات. وفي تركيا، حيث يعتبر دمج العاملين الصحيين السوريين في النظم الصحية الوطنية التركية عملاً راسخاً، لكن تظل الحواجز اللغوية والثقافية تحدياً أمام ذلك.

في سياق مؤتمر بروكسل بشأن سوريا والمنطقة، تؤكد منظمة الصحة العالمية على أن الصحة حق إنساني يجب أن تحترمه جميع أطراف النزاع، وأن الهجمات على العاملين الصحيين والمرافق الصحية يجب أن تتوقف، ويجب أن يكون هناك استثمار كافٍ في القطاع الصحي في كل من سوريا والبلدان المضيفة المجاورة. إن الشعب السوري لا يمكن أن يكون له مستقبل بدون رعاية صحية مناسبة.

-------

كجزء من خطة الاستجابة الإنسانية لعام 2018 في سوريا، تطلب منظمة الصحة العالمية والشركاء الصحيون مبلغ 426.4 مليون دولار أمريكي حتى تستطيع تغطية 11.3 مليون شخص في جميع أنحاء البلاد بخدمات الرعاية الصحية المنقذة للحياة. ومن هذا المبلغ، تطلب منظمة الصحة العالمية 143 مليون دولار أمريكي. لمواجهة الاحتياجات الصحية لأكثر من 5.3 مليون لاجئ سوري وما يقرب من 4 ملايين من أفراد المجتمع المضيف المتأثرين بأزمة اللاجئين السوريين، ويطلب قطاع الصحة والتغذية 294 مليون دولار أمريكي كجزء من الخطة الإقليمية لدعم اللاجئين وقدرتهم على الصمود للفترة 2018-2019.