إحاطة المدير الإقليمي بشأن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال الجمهورية العربية السورية

دورة المجلس التنفيذي الثانية والخمسون بعد المائة، كانون الثاني/ يناير - شباط/ فبراير 2023

Sarmada

7 شباط/فبراير 2023 - بادئ ذي بدء، اسمحوا لي مرة أخرى أن أُعرب عن صادق مواساتي لشعب الجمهورية العربية السورية. فكما نوَّهَت زميلتي الدكتورة إيمان الشنقيطي، نحن نتوقع ارتفاع عدد الوفيات في الأيام القادمة. ولا يسعنا سوى أن نشدَّ من أزر أُسر وأحباء أولئك الذين فقدوا أرواحهم إثر هذا الحدث المأساوي.

إن أولويتنا الآن تكمن في ضمان حصول المصابين على الرعاية المنقذة للأرواح التي يحتاجون إليها في أقرب وقت ممكن، لتجنُّب المزيد من الخسائر في الأرواح وحدوث حالات إعاقة. فضلًا عن ضمان عدم تعرُّض أولئك الذين فقدوا منازلهم وسُبُل عيْشهم لمزيد من المخاطر الصحية العامة.

ويُصادف الشهر القادم مرور ما يقرب من اثني عشر عامًا على نشوب الصراع في الجمهورية العربية السورية. ومما يثير الدهشة أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية اليوم يفوق عددهم في أي وقت مضى منذ اندلاع الأزمة. وقد تضاعفت احتياجاتهم إثر زلزال الأمس. فقد أضاف الزلزال مزيدًا من التعقيد إلى التحدِّيات الكثيرة التي يواجهها الشعب السوري بالفعل.

وبالرغم من مواجهتها العديد من الأزمات المتزامنة والمتفاقمة على مدى السنوات الأخيرة، فقد نسي المجتمع الدولي وضع الجمهورية العربية السورية إلى حد كبير. ‏وبينما تتزايد احتياجاتها الصحية والإنسانية، ما زال التمويل يتناقص.

ولا ينبغي أن يتطلب الأمر وقوع حدث مأساوي كهذا كي نعير الجمهورية العربية السورية اهتمامنا.

الزميلات والزملاء الأعزاء،‬

اسمحوا لنا أن نُعرب عن خالص احترامنا وإشادتنا بأداء القوى العاملة الصحية السورية المخلصة التي تستجيب لحالة طوارئ جديدة. فبالرغم من تفاقم المطالب وتناقص الموارد، تظل ملتزمة، كما هو العهد بها دائمًا، بإنقاذ الأرواح.

لذا، فإنها تحظى بدعم منظمة الصحة العالمية من خلال اتباع نهج شامل للوصول إلى المحتاجين إلى المساعدة. وقد نشرت المنظمة بالفعل خبراء من المبادرة الإقليمية المعنية بالإصابات الشديدة، ويعمل أيضًا مركز الإمدادات اللوجستية التابع للمنظمة في دبي على ضمان تسليم الإمدادات الحيوية في الوقت المناسب.

وينسِّق خبراء الطوارئ بالمنظمة تنسيقًا فعَّالًا عبر مكاتب متعددة، تمتد من دمشق وحلب، مرورًا بغازي عنتاب وأنقرة، ووصولًا إلى مكاتبنا الإقليمية في القاهرة وكوبنهاغن، إلى جانب مقرنا الرئيسي في جنيف. وتعمل المنظمة على مستوياتها الثلاثة بفاعلية لتلبية الاحتياجات الصحية للمتضررين من هذا الحدث المأساوي.

وبينما يعيد العالم توجيه نظره مرة أخرى إلى الجمهورية العربية السورية، اسمحوا لي أن أكرر ما قِيلَ من قبلُ: لا ينبغي على الإطلاق أن يقع حدثٌ مأساوي كهذا كي نتذكر الشعب السوري. فالشعب السوري، اليوم، يحتاج منا إلى ما هو أكثر من مجرد التعاطف. إذ يجب أن تُتاح له فرصة العيْش بلا مرض أو جوع أو تهديدات صحية عامة أخرى. ونستطيع معًا، من خلال التضامن والعمل، وكما جرت العادة، ودون أدنى شك، تحقيق ذلك بما يتماشى مع رؤيتنا الإقليمية «الصحة للجميع وبالجميع».