النقص الحاد في الأدوية المنقذة للحياة في سوريا يثير قلقاً كبيرا لدى منظمة الصحة العالمية

والد فاطمة يعمل حاليا في مخبز في لبنان، ويكسب 600 دولار أمريكي في الشهر. وتقول أم فاطمة "لا يمكننا الذهاب إلى لبنان للحصول على الدواء. فليس لدينا مكان للإقامة والمستشفيات مكلفة للغاية هناك."

في سوريا، يعد السرطان مشكلة صحية عمومية والمرض آخذ في التزايد بوتيرة سريعة. وفي عام 2009، احتل السرطان المرتبة الثالثة بين أكثر 10 أمراض رئيسية تسبب الوفيات في البلاد، ووفقا لإحصاءات تسجيل السرطان في وزارة الصحة عام 2009، تم تشخيص أكثر من 1600 طفل مصابين بالسرطان. ومن المتوقع إضافة لما سبق، تشخيص إصابة 2500-3000 طفل بالسرطان في عام 2013.

كان نحو 90٪ من الأدوية والمستلزمات الطبية ينتج في سوريا في مصانع الأدوية في حلب، وريف دمشق وحمص قبل بداية الأزمة. ولكن معظم هذه المصانع لم تعد تعمل. أما استيراد الأدوية الأخرى، بما في ذلك أدوية السرطان، فيعيقها حالياً العقوبات الاقتصادية، وصعوبة المعاملات المصرفية، وتقلبات أسعار العملات، وانخفاض الميزانية المخصصة لوزارة الصحة، والأضرار التي لحقت بالمستشفيات والمرافق الطبية. وق تعرضت للتلف، حتى الآن، 57٪ من المستشفيات العامة، 36٪ منهم توقفت علن العمل تماما، وأصيب 21٪. منهم بتلف جزئي. وفي غالب الأحيان تتعامل المستشفيات ومرافق القطاع الخاص مع المرضى وهي تعاني من نقص حاد في الأدوية، مما يعرض حياة المرضى مثل فاطمة للخطر المحدق.

وتصيح أم فاطمة "أنا لا أعرف ما يجب أن أقوم به! إنها تزداد سوءا يوما بعد يوم ... أنا لا أريد أن أفقد ابنتي". وتضيف قائلة "إننا لم نتمكن من توفير الأدوية لها لعدة أشهر ... وهذا الوضع لا يطاق."