1 نيسان/أبريل 2021 - أتمنّى لكم يومًا طيبًا. وأوَدُّ أن أرحِّب بكم جميعًا اليوم في هذه الإحاطة الإعلامية، وأوَدُّ أيضًا أن أرحِّب ترحيبًا حارًّا بزميلي تيد شايبان، المدير الإقليمي لليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتتمتع منظمة الصحة العالمية واليونيسف بتاريخ طويل من العمل يدًا بيد لمعالجة مجموعة من أكثر المشاكل إلحاحًا فيما يتعلق بصحة سكان إقليمنا وعافيتهم.
وقد وصلت هذه الشراكة القوية إلى ذروتها الآن أثناء جائحة كوفيد-19، حيث نواجه تهديدًا عالميًّا يتطلب بذل مزيد من الجهود المنسَّقة. وإنني فخور بأن فِرَقنا - بالتعاون مع العديد من الشركاء الآخرين - موجودة في الميدان، وتقود الاستجابة لكوفيد-19، حتى في أكثر الأماكن صعوبة.
ويُحزنني أن أُبلغكم أننا ما زلنا نرى اتجاهًا يبعث على القلق فيما يتعلق بعدد الحالات في إقليم شرق المتوسط - الذي يضم، كما تعلمون، 22 بلدًا ومنطقة من المغرب غربًا إلى أفغانستان شرقًا.
وأَبلغ أربعة عشر بلدًا عن زيادة كبيرة في الحالات الأسبوعية هذا الأسبوع مقارنةً بالأسبوع الماضي. وأبلغت الأردن وإيران والعراق عن أكبر عدد من الحالات الجديدة، وأبلغت الأردن وإيران وباكستان عن أكبر عدد من الوفيات الجديدة.
وهناك عدة عوامل يمكن أن ترتبط بهذه الزيادة في الحالات الجديدة. ويمكن تفسير بعض هذه الزيادة بزيادة انتشار التحوُّرات المثيرة للقلق، التي نرصدها عن كثب.
ولكن الأهم من ذلك أنه رغم الجهود التي تبذلها البُلدان لتطبيق مختلف تدابير الصحة العامة والتدابير الاجتماعية، فإننا نلاحظ تراخيًا من قبل الأفراد في تطبيق تلك التدابير التي تشمل التباعد البدني، وارتداء الكمامات، ونظافة اليدين، والآداب التنفسية، وتجنُّب الأماكن المزدحمة، وفتح النوافذ.
ونحن نعلم جيدًا أن الناس في كل مكان يشعرون بالتعب والإرهاق، ويتعرَّض الجميع لضغوط ومطالب هائلة، بمن فيهم القادة السياسيون في كل مكان، لإيجاد مخرج من هذه الجائحة. ولكن الحقيقة هي أن الوضع لا يتحسَّن، والاتجاه الذي نشهده في العديد من البلدان يبعث على القلق.
ومع حلول شهر رمضان وعيد الفصح في جميع أنحاء الإقليم، هناك خطر من أننا سنواصل رؤية زيادات أكثر في الحالات والوفيات، كما حدث في نهاية العام الماضي أثناء فترة العطلات التي زاد فيها التواصل الاجتماعي بين الناس دون الالتزام بنصائح الصحة العامة. وبينما ندرك أن هذه المناسبات مُهمَّة وتستحق الاحتفال، فإننا نحثكم جميعًا على مواصلة حماية أنفسكم وحماية الآخرين. ونحث جميع الحكومات على تقديم الدعم اللازم الذي ظهرت ثماره خلال العام الماضي.
وشهدنا، على مدار الأشهر القليلة الماضية، بدء التوزيع التدريجي للقاحات كوفيد-19 في إقليمنا، سواءٌ من خلال إبرام البلدان اتفاقات مباشرة مع شركات تصنيع اللقاحات، أو من خلال تسليم اللقاحات عبر مرفق كوفاكس.
ويتلقَّى السكان التطعيمات في 20 بلدًا، وقد أُعطيت أكثر من 23 مليون جرعة حتى الآن. وقد استلم 12 بلد في الإقليم بالفعل اللقاحات من خلال مرفق كوفاكس، وكان آخرَها مصر واليمن، اللذان استلما أول شحناتهما بالأمس فقط. وفي حين أن شحنات مرفق كوفاكس قد لا تكون أول الشحنات التي تصل إلى البُلدان، فإنها بالغة الأهمية للبُلدان التي لا يمكنها بدء التطعيم بدون هذا الدعم.
وقد أدَّى النقص العالمي في اللقاحات إلى تأخيرات في توفير عشرات الملايين من الجرعات التي كان يعوِّل عليها مرفق كوفاكس، ولا يزال يساورنا القلق إزاء عدم الإنصاف في توفير اللقاحات وتوزيعها توزيعًا غير متكافئ في جميع أنحاء الإقليم. ومع ذلك، فإن العديد من البلدان الغنية، سواءٌ في إقليمنا، أو في جميع أنحاء العالم، قد حصلت على عدد كبير من الجرعات يتجاوز احتياجاتها.
وأوَدُّ أن أدعو تلك البلدان إلى إعطاء بعض هذه الجرعات الفائضة إلى من يحتاج إليها حتى يتسنَّى للجميع - وخاصةً في البلدان ذات الموارد المحدودة في إقليمنا - الحصول على هذه الموارد الشحيحة.
ومرفق كوفاكس على أهبة الاستعداد للتسليم، لكننا لا نستطيع تسليم لقاحات لا نملكها. وننافس البُلدان الغنية التي تشتري ملايين الجرعات مباشرةً من الشركات المُصنِّعة. وليس هناك فائز في هذه المنافسة. فنحن بحاجة إلى تزويد مرفق كوفاكس بمزيد من جرعات اللقاحات، حتى نتمكَّن من ضمان قدرة جميع البلدان على تطعيم الفئات ذات الأولوية على الأقل قبل يوم الصحة العالمي - وهو اليوم رقم 100 في السنة - وفقًا لما شدَّد عليه المدير العام للمنظمة. ولم يتبقَّ سوى 7 أيام.
ومن أجل تعظيم أثر إمدادات اللقاحات المحدودة المتاحة حاليًّا في المرحلة الأولية، فإن الأولوية تتمثل في حماية العاملين في مجال الرعاية الصحية والأشخاص الأكثر عُرضة لخطر الإصابة بمرض وخيم: وهذا هو أفضل نهج لمعالجة الآثار الاجتماعية والاقتصادية المباشرة لكوفيد-19.
وضمان جودة اللقاحات ومأمونيتها وفاعليتها إحدى الأولويات القصوى للمنظمة. وتَجري عملية تطوير لقاحات كوفيد-19 على قدمٍ وساق مع الحفاظ على أعلى المعايير، وتتَّبِع المنظمة إجراءات صارمة لاعتماد لقاحات كوفيد-19 على النحو المُتَّبَع مع أي لقاح آخر.
ويساورنا القلق إزاء مستويات التردد في أخذ اللقاح في الإقليم، ونريد أن نعمل مع وسائل الإعلام وغيرها من الأطراف المعنية لبناء الثقة التي ستُعزِّز الإقبال على اللقاحات. وأدعو جميع العاملين في مجال الرعاية الصحية في الإقليم الذين استفادوا من هذه اللقاحات في حماية أنفسهم إلى تبادل خبراتهم وتشجيع غيرهم على أخذ التطعيم.
ونشعر بكثير من الحماسة والتفاؤل بشأن التأثير المحتمل للقاحات على مسار الجائحة. غير أنني أؤكِّد مرة أخرى على أنه لا يمكننا الاعتماد على اللقاحات وحدها لإنهاء هذه الجائحة. ولم يحصل بعدُ كثيرٌ من الناس في المجتمع على التطعيم ولا على الحماية من المرض. وعلينا أن نواصل اتخاذ التدابير اللازمة لتجنُّب سريان العدوى.
وبعد مرور أكثر من عام على اندلاع الجائحة، فقد شهدنا تعبئة علمية لا مثيل لها، وبحثًا دائبًا عن الحلول، والتزامًا بالتضامن العالمي. وقد ساعدت مبادرات السخاء، الكبيرة والصغيرة، على توسيع نطاق الاستجابة، وحماية السكان، وتزويد المستشفيات بالأدوات التي يحتاج إليها العاملون الصحيون للحفاظ على سلامتهم ورعاية مرضاهم. وقد تضافرت الجهود الرائعة لتسريع عملية إنتاج اللقاحات وطرحها.
وعلينا أن نواصل العمل معًا حتى نتمكَّن من إنهاء هذه الجائحة. وهدفنا الرئيسي هو إنقاذ الأرواح، ولكن مكافحة الجائحة أمر بالغ الأهمية أيضًا للاحتياجات الاقتصادية للناس، ولإنقاذ سُبُل العيش.
وبدأنا نرى الضوء في نهاية النفق، ولكن لا يزال أمامنا طريق طويل علينا أن نقطعه. ويجب أن نواصل المُضي قُدُمًا معًا. ونعتمد عليكم، وعلى وسائل الإعلام والجمهور، لأداء دور رئيسي في مساعدتنا على النجاح.