اعتبارات تعاطي المواد أثناء جائحة كوفيد-19

harm_reduction

تُظهر البيانات المستمَدة من "تقرير المخدِّرات العالمي لعام 2019" أن 271 مليون شخص من سكان العالم ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عاماً تعاطوا مُخدِّراً غير قانوني مرةً واحدةً في العام الماضي، في حين كان 35 مليون شخص يعانون من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد. وتشمل الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد عدداً من الحالات، بما فيها التعاطي الخطِر والضار والاعتماد على المواد، وهو اضطراب في تنظيم تعاطي مادة نفسانية التأثير ناجم عن التعاطي المتكرر أو المستمر لهذه المادة. وتتمثل سمته الرئيسية في وجود دافع داخلي قوي لتعاطي المادة، يتجلَّى في ضعف القدرة على التحكُّم في التعاطي، وزيادة الأولوية المعطَاة لتعاطي المادة على الأنشطة الأخرى، واستمرار التعاطي رغم الضرر والعواقب السلبية.

وتشمل المواد: الكحول والقنَب (الحشيش) والأدوية الأفيونية والمُنبّهات والنيكوتين. وفي إقليم شرق المتوسط، يُعَدُّ القنَب (الحشيش) أكثر المخدِّرات شيوعاً من حيث التعاطي، إلا أن الأدوية الأفيونية والمُنبّهات هي المخدِّرات الرئيسية المسؤولة عن احتياج المتعاطين إلى الخدمات الصحية. وتشير التقارير إلى أن إساءة استعمال الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية مثل المُسكِّنات الأفيونية ( الترامادول، على سبيل المثال) والبِنزوديازيبينات آخذة في الارتفاع في صفوف بعض الفئات السكانية في الإقليم. كما يتزايد أيضاً تعاطي منتجات التبغ والنيكوتين في الإقليم.

وقد أدَّى الوضع الراهن المرتبط بمرض كوفيد-19 إلى شعور العديد من الناس بالقلق والخوف. ويمكن أن تكون الإصابة بمرضٍ شديد أو الوفاة المحتمَلة الناجمة عن عدوى كوفيد-19 أمراً مُنهِكاً ومُجهِداً، مثلها في ذلك مثل التدابير التي وضعتها بلدان كثيرة للحدِّ من انتشار العدوى (مثل العزْل والحجْر الصحي وحظْر الخروج والتباعد الجسدي). ولا ينبغي بأي حالٍ من الأحوال تعاطي أي نوعٍ من المواد على أنها وسيلة للوقاية من الإصابة بمرض كوفيد-19 أو علاجه. فتعاطي المواد لن يقي من الإصابة بمرض كوفيد-19. وتقع على عاتق مختلَف الفئات المستهدَفة مسؤولية تجنُّب تعاطي المواد أثناء هذه الجائحة وبعدَها، ومساعدة الآخرين على أن يحذوا حذْوهم، والحصول على المساعدة التي يحتاجون إليها في حال تعاطيهم للمواد أو معاناتهم من الاضطرابات الناجمة عن تعاطيها.

عامة الناس

ينبغي تجنُّب تعاطي المواد ذات التأثير النفساني وغيرها من المواد نظراً لعدم وجود بيّنات على أنها تقي من مرض كوفيد-19.

المخدِّرات ليست بأي حالٍ من الأحوال وسيلة للتغلُّب على الخوف أو القلق أو الملل أو العُزلة الاجتماعية.

يمكن لتعاطي المواد أن يزيد من خطر الإصابة بعدوى كوفيد-19 من خلال الأدوات المشتركة (مثل أدوات المائدة والنرجيلة «الشيشة» والمحاقن)، وإهمال تدابير الوقاية الصحية مثل: نظافة اليدين وآداب النظافة التنفسية والتباعد الجسدي.

يمكن أن يؤدي تعاطي المواد إلى نتائج أسوأ فيما يتعلق بمرض كوفيد-19. فعلى سبيل المثال، يمكن أن يؤدي التدخين واستنشاق المواد إلى الحدِّ من وظائف الرئة، وزيادة التعرُّض للعدوى.

الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد معرَّضون على وجه الخصوص لعدوى كوفيد-19، ولتحقيق نتائج أسوأ فيما يتعلق بالعلاج لأنهم أكثر عُرضة لانتشار الحالات المرضية المصاحبة بمعدل أكبر (مثل الاضطرابات النفسية، وفيروس العَوَز المناعي البشري، والسُّل، والالتهاب الكبدي، وأمراض القلب والأوعية الدموية والكبد والجهاز التنفسي والكُلى) وغالباً ما يتشاركون في عوامل خطر أخرى مثل: نقص التغذية أو سوء التغذية، والخمول البدني، وتعاطي الكحول والتبغ.

العاملون في مجال الرعاية الصحية

احرص على التصدي للمعتقدات الخاطئة لدى متعاطي المخدِّرات مثل:

جسدي مقاوم للفيروس

لا أحتاج إلى اتباع تدابير الوقاية

تعاطي المواد يقي من العدوى

عزِّز التوصيات القياسية للوقاية من عدوى كوفيد-19، مثل: غسل اليدين، والنظافة التنفسية، وتنظيف الأسطح وتطهيرها، والتباعد الجسدي.

تواصل مع الأشخاص الذين يُحتمَل أن يشهدوا تعاطي جرعة مفرطة من الأدوية الأفيونية، مثل الأصدقاء وأفراد الأسرة والمستجيبين الأوائل، للتأكُّد من حصولهم على النالوكسون، ومن معرفتهم كيفية إعطائه لتدبير حالات الطوارئ المتعلقة بالتناول المشتبه فيه لجرعة مفرطة من الأدوية الأفيونية.

ابحث عن طرقٍ بديلة للتواصل (الاجتماعات الإلكترونية) لضمان استمرارية توفير الخدمات (مثل الرعاية والدعم النفسيَيْن).

خُذ بعين الاعتبار الأعراض المضلِّلة المحتمَلة، مثل فرط الحرارة المرتبط بالأمفيتامين أو غياب الحُمّى، الناجمة عن سوء استعمال الأدوية عند تقييم أعراض كوفيد-19 لدى الأشخاص الذين يتعاطون المخدِّرات.

تأكَّد من التوفر المستمر للأدوية المستخدَمة في المعالجة الصائنة بالناهضات الأفيونية من خلال استراتيجيات مختلفة، مثل:

توفير الأدوية التي يمكن تناولها في المنزل لفترات أطول

وصف تركيبات دوائية ممتدة المفعول إلى جانب الدعم النفسي الاجتماعي الإضافي

توصيل الأدوية بشكل دوري إلى منزل المريض (التوصيل إلى «عتبة المنزل») مع إيلاء الاعتبار المناسب لسلامة العاملين، واحتمالية تسريب الأدوية، وعدم الالتزام الكافي بالعلاج.

تأكَّد من استمرارية تقديم خدمات الحد من الأضرار، بما فيها تبادل الإبر والمحاقن وبرامج العلاج ببدائل الأفيون باستخدام الميثادون أو البوبرينورفين.

أبلِغ، في الوقت المناسب، عن أي تغيير في عمل المرافق أو المراكز الصحية التي تقدِّم الخدمات للأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المواد، بما في ذلك تغيير مواعيد العمل.

توخَّ الحذر واليقظة، وابحث بفعالية في صفوف النساء عن علامات إساءة استعمال الأدوية التي تُصرَف بوصفة طبية أو مؤشرات العنف العائلي.

راسمو السياسات

عزِّز الأنظمة والمبادئ التوجيهية لضمان استمرار توفير الإمدادات والسلع الطبية والخدمات الصحية المُنقِذة لأرواح الأشخاص الذين يتعاطون المخدِّرات.

تأكَّد من وجود سياسات قائمة لتيسير حصول جميع الأشخاص المعرّضين للخطر على النالوكسون المناهض للأفيونيات، بما في ذلك:

رصد ممارسات وصف الأدوية الأفيونية

الحد من وصف الأدوية الأفيونية على نحوٍ غير ملائم

الحد من البيع غير الملائم للأدوية الأفيونية بلا وصفة طبية

زيادة معدل علاج الاعتماد على الأدوية الأفيونية، بما في ذلك علاج الذين يعتمدون على الأدوية الأفيونية التي تُصرَف بوصفة طبية.

عزِّز قدرات مُقدِّمي الخدمات الصحية والاجتماعية للأشخاص الذين يتعاطون المخدِّرات من خلال التدريبات القصيرة أثناء الخدمة التي تركّز على الوقاية، والتعرُّف المبكر على تعاطي المواد والتدبير العلاجي له، وما يرتبط به من اضطرابات أثناء جائحة كوفيد-19.

قدِّم التدريب للمديرين والعاملين بشأن التغييرات التي تطرأ على الأنظمة والممارسات المتعلقة بتوريد الأدوية والسلع الطبية، وتوزيعها في أوقات حظر الخروج والحجر الصحي.

تأكَّد من حصول المحتاجين على المواد الخاضعة للمراقبة من أجل معالجة الآلام، مع منع تسريبها لاستخدامها في غير الأغراض الطبية.

تأكَّد من توافر مستلزمات النظافة ومعدات الوقاية الشخصية، مثل: الصابون والمواد المطهّرة وكِمامات الوجه للعاملين الصحيين الذين يقدمون الخدمات في مرافق علاج تعاطي المواد، مثلما تتوفَّر في أي مرفق صحي آخر.

تأكَّد من إمكانية الحصول على الخدمات الشاملة والميسورة التكلفة والمسنَدة بالبيِّنات، وتوافرها لرعاية الأشخاص الذين يعانون من الاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدِّرات من أجل:

تحسين صحتهم ورفاههم وأدائهم الاجتماعي

إيقاف تعاطي المخدِّرات أو الحد منه

الوقاية من الضرر المستقبلي عن طريق الحد من خطر المضاعفات والانتكاس

مساعدتهم على التعافي إلى أقصى حد ممكن

ضَع آلية فعّالة للتنسيق بين قطاعَيْ العدالة الجنائية والصحة من أجل:

تجنُّب الممارسات القسرية، والعلاج غير الطوعي

ضمان استمرارية تقديم الخدمات والدعم للأشخاص الذين يتعاطون المخدِّرات في السجون أو المؤسسات الإصلاحية عند إطلاق سراحهم من السجن أو في حال إيداعهم في تلك المؤسسات كبديل للسجن، وكذلك الأشخاص الذين أُفرج عنهم بكفالة.

تأكَّد من إشراك جميع أصحاب المصلحة بما في ذلك السلطات الصحية والأوساط الأكاديمية ونظام العدالة الجنائية والسلطات المعْنية بمكافحة المخدِّرات ومنظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية في تدابير الوقاية والتدخل المُبكّر والعلاج والرعاية والتعافي والتأهيل وإعادة الإدماج الاجتماعي، وذلك للحدِّ من العواقب الضارة بالصحة العامة والتداعيات الاجتماعية لتعاطي المخدِّرات.

الموارد ومزيد من المعلومات

Addiction. Cairo: World Health Organization; 2019.

AUDIT: the Alcohol Use Disorders Identification Test: guidelines for use in primary health care. Geneva: World Health Organization; 2001.

Community management of opioid overdose. Geneva: World Health Organization; 2014.

Coping with stress during the 2019-nCoV outbreak. Geneva: World Health Organization; 2020.

Coronavirus disease (COVID-19) pandemic. Geneva: World Health Organization; 2020.

Coronavirus disease (COVID-19) advice for the public. Geneva: World Health Organization; 2020.

Coronavirus disease (COVID-19) technical guidance: infection prevention and control/ WASH. Geneva: World Health Organization; 2020.

COVID 19: occupational health. Geneva: World Health Organization; 2020.

EPI-WIN: WHO information network for epidemics. Geneva: World Health Organization; 2020.

Guidelines for the psychosocially assisted pharmacological treatment of opioid dependence. Geneva: World Health Organization; 2009.

Helping children cope with stress during the 2019-nCoV outbreak. Geneva: World Health Organization; 2020.

International standards for the treatment of drug use disorders: revised edition incorporating results of field-testing. Geneva: World Health Organization and United Nations Office on Drugs and Crime; 2020.

Looking after our mental health. Geneva: World Health Organization; 2020.

Management of substance abuse. Geneva: World Health Organization; 2020.

Mental health and psychosocial considerations during the COVID-19 outbreak. Geneva: World Health Organization; 2020.

mhGAP intervention guide version 2.0. Geneva: World Health Organization; 2016.

My hero is you: storybook for children on COVID-19. Geneva: Inter-Agency Standing Committee; 2020.

The Alcohol, Smoking and Substance Involvement Screening Test (ASSIST). Geneva: World Health Organization; 2010.