حزمة إيران للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية (IraPEN): تكييف حزمة منظمة الصحة العالمية للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية (WHO PEN) للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وفقًا للسياق الوطني

ncd_case_study_irapen

مقدمة

تُمثّل حزمة منظمة الصحة العالمية للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية مجموعةً شاملةً من المعايير والخدمات الأساسية المُصمَّمة للتصدي للأمراض غير السارية في الأماكن الشحيحة الموارد. وعلاوة على ذلك، فإنها تمثل خطوة أولية حاسمة نحو إدماج الأمراض غير السارية في نُظُم الرعاية الصحية الأولية. وإدراكًا من البلد للأثر الكبير للأمراض غير السارية على معدلات الإعاقة والوفاة داخل جمهورية إيران الإسلامية، فقد انتهج نهجًا استباقيًا لتكييف نسخته الخاصة من حزمة منظمة الصحة العالمية للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية وتنفيذها باسم «حزمة إيران للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية (IraPEN)».

‫السياق‬

تتضمن حزمة منظمة الصحة العالمية للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية مجموعة من التدخلات الفعالة من حيث التكلفة التي تُركّز على الأفراد وتستهدف الأمراض غير السارية الرئيسية الأربعة (أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة) من خلال نهج الرعاية الصحية الأولية. ويتمثل هدفها الرئيسي في تعزيز القدرة الوطنية على إدماج الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وتوسيع نطاقهما في إطار الرعاية الصحية الأولية.

وتمثل هذه الحزمة معيار خط الأساس للأمراض غير السارية، وتهدف إلى تعزيز القدرات الوطنية لإدماج الرعاية الخاصة بأمراض القلب والسكتة الدماغية ومخاطر القلب والأوعية الدموية والسكري والسرطان والربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن وتوسيع نطاقها في مرافق الرعاية الصحية الأولية في الأماكن الشحيحة الموارد.

ويوجد في إيران نظام رعاية صحية أولية قوي يضم عاملين في مجال صحة المجتمع وأطباء عموم يتسمون بالكفاءة. وفي عام 2014، قدمت وزارة الصحة والتعليم الطبي خطة التحوُّل الصحي، وهي مبادرة تركز على إصلاح قطاع الرعاية الصحية. وتركز هذه الخطة الشاملة تركيزًا قويًا على إصلاحات الرعاية الصحية الأولية، بما في ذلك دمج حزمة إيران للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية، وهي حزمة خدمات جديدة مصممة للوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها.

المبادرة

أطلقت وزارة الصحة والتعليم الطبي في عام 2014 حزمة إيران للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية (IraPEN) لإدماج الأمراض غير السارية في نظام الرعاية الصحية الأولية وذلك تمشيًا مع الخطة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية. وبدأت المرحلة التجريبية الأولية لهذه الحزمة في مارس 2016 في أربع مدن بلغ إجمالي عدد سكانها 600,000 نسمة، وهي: شهريزا (مقاطعة أصفهان)، ومراغه (مقاطعة أذربيجان الشرقية)، وناغده (مقاطعة أذربيجان الغربية)، وبافت (مقاطعة كرمان). وشاركت قطاعات متعددة داخل وزارة الصحة والتعليم الطبي، على المستوى الوطني وعلى مستوى الضواحي، مشاركةً نشطةً في صياغة حزمة إيران هذه وتنفيذها.

وتتألف هذه الحزمة من ثلاثة مكونات رئيسية:

تقييم مخاطر القلب والأوعية الدموية. تُجري المراكز الصحية الريفية والنقاط الصحية الحضرية قياسات لسكر الدم والكوليسترول الكلي للأفراد الذين تبلغ أعمارهم 30 عامًا أو أكثر، مما يتيح تقييم مخاطر إصابتهم بأمراض القلب والأوعية الدموية الرئيسية على مدى 10 سنوات. وتُجرَى تدخلات المتابعة حسب الحاجة.

الكشف المبكر عن ثلاثة أنواع من السرطان يمكن الوقاية منها (سرطان عنق الرحم وسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم). وتخضع الفئات السكانية المستهدفة للفحص الذي يشمل أخذ التاريخ المرضي، وفحص الخلايا وفحص فيروس الورم الحليمي البشري، والفحص السريري للثدي، والفحص الكيميائي المناعي للبراز، مع إجراءات متابعة لاحقة.

الكشف المبكر عن مرض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن. كُلِّف العاملون الصحيون في المجتمع منذ عام 2019 بتحديد المرضى الذين تظهر عليهم أعراض الربو ومرض الانسداد الرئوي المزمن، وإحالتهم إلى طبيب الأسرة للتشخيص والعلاج، إذا لزم الأمر.

الأثر

يُعدُّ جمع المزيد من البيانات أمرًا ضروريًا لتحديد تكاليف المبادرة وتقييم أثر حزمة إيران للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية على الحصائل الصحية قبل المُضي في توسيع نطاقها. ومع ذلك، أظهرت المرحلة التجريبية لهذه الحزمة نجاحًا، لا سيما في تحسين جودة الرعاية لمرضى السكري وارتفاع ضغط الدم. وتسلط هذه النتائج الأولية الضوء على الأثر الإيجابي المحتمل الذي يمكن أن تحدثه هذه الحزمة في التعامل مع هذه الظروف.

الدروس المستفادة

التكيف مع السياق المحلي والأولويات. تُعَدُّ حزمة إيران للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية مثالًا رائعًا على كيفية استفادة أي بلد من حزمة منظمة الصحة العالمية القائمة استفادةً فعالة لتلبية متطلباته الوطنية المحددة من خلال تكييف تلك الحزمة لتتناسب مع السياق المحلي والأولويات المحلية. وتكمن القوة الملحوظة للتدخل في إعطاء الأولوية لحزمة خدمات تعالج جميع الأمراض غير السارية الرئيسية الأربعة.

تعزيز نُظُم الإحالة. عند تنفيذ مبادرة للرعاية الصحية الأولية، من الأهمية بمكان تعزيز نُظُم الإحالة والإحالة العكسية للتخفيف من حدة العقبات المحتملة. وتتيح المرحلة التجريبية فرصة لتحديد أي ثغرات يجري تحديدها ومعالجتها قبل توسيع نطاق البرنامج على الصعيد الوطني.

إشراك الأطراف المعنية وضمان الالتزام. يُعزى نجاح حزمة إيران للتدخلات الأساسية في مجال الأمراض غير السارية إلى عوامل مختلفة، بما في ذلك الالتزام السياسي القوي على أعلى مستوى، والمسؤولية المحلية، والمشاركة الواسعة للأطراف المعنية، ووجود قوة عاملة ماهرة في مجال الرعاية الصحية على مستوى الرعاية الصحية الأولية. ولعب التدريب أثناء الخدمة، الذي تدعمه الجامعات الطبية التي تقدم خدمات الرعاية الصحية الأولية إلى سكانها المعينين، دورًا هامًا في تعزيز فعالية البرنامج.

الفرص السانحة

أدى الالتزام والاعتراف الراسخان بهذه الحزمة على أعلى مستوى، وهو ما يتجلى بوضوح في إدراجها في خطة التحول الصحي والخطة الوطنية لمكافحة الأمراض غير السارية في البلاد، إلى جانب المشاركة النشطة من مختلف الكيانات في وزارة الصحة والتعليم الطبي، على الصعيدين الوطني والمحلي، إلى إيجاد بيئة مواتية لتوسيع نطاق المبادرة.

ويُعد إجراء تحليل لفعالية الخدمات المقترحة من حيث التكلفة فرصة لتقييم الكفاءة الاقتصادية للمبادرة. وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي، خلال مرحلة تصميم توسيع البرنامج، مراعاة عوامل مثل جودة الرعاية، واحتواء التكاليف، والدعوة، وتصميم نظام الإحالة، ونظم الترصد والرصد والتقييم، وقدرة الرعاية الصحية الأولية.

وتتيح الاستفادة من إنشاء سجلات صحية إلكترونية جديدة فرصةً لتعزيز آليات الرصد والتقييم. ويمكن أن يؤدي إدماج مجموعة من مؤشرات الأداء الرئيسية في السجلات الصحية الإلكترونية إلى تحسين تتبع نتائج البرامج وتقييمها.

المراجع

المرتسمات القُطرية للأمراض غير السارية لعام 2018