أصدرت اللجنة المستقلة الرفيعة المستوى المعنية بالأمراض غير السارية التابعة لمنظمة الصحة العالمية تقريرًا جديدًا يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة بشأن الأمراض غير السارية واضطرابات الصحة النفسية. وهناك حاجة إلى التزام سياسي رفيع المستوى وتوسع فوري في الإجراءات لمعالجة هذه الحالات.
الأمراض غير السارية فتّاكة
فالأمراض غير السارية هي أكثر الأمراض إزهاقًا للأرواح في العالم، وهي سبب رئيسي للوفاة في إقليم منظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط إذ تتسبب في 67% من مجموع الوفيات. وغالبية الوفيات الناجمة عن الأمراض غير السارية هي وفيات مبكرة تحدث قبل سن 70 عامًا، وتقع في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، وتؤثر على المجتمعات الأشد فقرًا. وتحدث هذه الوفيات بسبب عوامل يمكن الوقاية منها، وهي اتباع نظام غذائي غير صحي، وتعاطي التبغ، والخمول البدني.
إهمال اضطرابات الصحة النفسية
إن اضطرابات الصحة النفسية آخذة في الزيادة، لكنها مُهمَلة في كثير من الأحيان. وتنتشر الأمراض الاكتئابية واضطرابات القلق انتشارًا كبيرًا في بلدان الإقليم، وتكاد تكون ناتجة بالكامل عن حالات الطوارئ السائدة. كما تنخفض معدلات علاج الأشخاص المصابين باضطرابات الصحة النفسية. والصحة النفسية، شأنها شأن الأمراض غير السارية، تتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة.
تقرير اللجنة المستقلة رفيعة المستوى لمنظمة الصحة العالمية والمعنية بالأمراض غير السارية
تقدم اللجنة ست توصيات في تقريرها:
1. البدء من القمة. ينبغي أن يتحمل رؤساء الدول والحكومات المسؤولية عن برنامج العمل المعني بالأمراض غير السارية، بدلًا من إسناده إلى وزراء الصحة وحدهم، لأنه يتطلب تعاونًا وتآزرًا بين العديد من القطاعات.
2. تحديد الأولويات وتوسيع نطاق العمل. ينبغي على الحكومات تحديد مجموعة معينة من الأولويات في الإطار العام لمبادرات مكافحة الأمراض غير السارية والحفاظ على الصحة النفسية ثم تنفيذها بما يتفق مع الاحتياجات الصحية العامة.
3. دمج وتوسيع جهود مكافحة الأمراض غير السارية في النظم الصحية والتغطية الصحية الشاملة. ينبغي للحكومات أن تعيد توجيه النُظُم الصحية لإدراج خدمات الوقاية من الأمراض غير السارية ومكافحتها وخدمات الصحة النفسية في سياساتها وخططها المتعلقة بالتغطية الصحية الشاملة.
4. التعاون والتنظيم. ينبغي للحكومات أن تزيد من فعالية التنظيم، والمشاركة المناسبة مع القطاع الخاص والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني والمجتمعات المحلية.
5. التمويل. ينبغي أن تتعاون الحكومات مع المجتمع الدولي لوضع نموذج اقتصادي جديد لتمويل الإجراءات المتعلقة بالأمراض غير السارية والصحة النفسية.
6. تعزيز آليات المساءلة. يتعين على الحكومات أن تعزز المساءلة أمام مواطنيها عن اتخاذ إجراءات بشأن الأمراض غير السارية وتبسيط آليات المساءلة الدولية القائمة.
تسريع وتيرة التقدم المحرز بشأن الأمراض غير السارية والصحة النفسية
من الأهمية بمكان تسريع وتيرة التقدم المحرز بشأن الأمراض غير السارية والصحة النفسية (غير السارية) لتحقيق غاية أهداف التنمية المستدامة المتمثلة في الحد من الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث بحلول عام 2030 وتعزيز الصحة والسلامة النفسية. ويُعدُّ التمويل عنصرًا حاسمًا لتسريع وتيرة التقدم ويجب زيادته. ويجب أيضًا تحميل جميع الأطراف المعنية المسؤولية عن الوفاء بوعودهم. ويتعين على الجميع التحرك بسرعة والاستثمار في مجال الأمراض غير السارية والصحة النفسية لإنقاذ الأرواح. وسيساعد تقرير اللجنة البلدان على توجيه تقدمها نحو تحقيق الصحة للجميع والتصدي لكلٍ من الأمراض غير السارية والصحة النفسية، والأمراض المُعدية الفتّاكة.
دعوة رؤساء الدول والحكومات
وإذ يدعو التقرير الذي نُشر أيضًا في نفس الوقت في مجلة لانسيت الطبية رؤساء الدول والحكومات إلى تحمل المسؤولية النهائية عن الأمراض غير السارية، فإنه يُقر بالحاجة إلى ضمان أن يكون لوزارات الصحة وغير الصحة التأثير الذي تحتاج إليه لضمان دعم المسألة بالإرادة السياسية والتمويل الذي تستحقه. وفي 27 أيلول/سبتمبر 2018، ستستضيف الجمعية العامة للأمم المتحدة الاجتماع الثالث الرفيع المستوى بشأن الأمراض غير السارية في نيويورك. وسيساعد تقرير اللجنة في إسداء المشورة إلى منظمة الصحة العالمية في الوقت الذي تستعد فيه لهذه المناسبة الحاسمة.
انضموا إلينا وإلى اللجنة في دعوة رؤساء الدول والحكومات إلى القدوم إلى نيويورك لأن الوقت قد حان لإنجاز المهام.