في عام 2018، واصل المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط دعمه للدول الأعضاء لاحتواء الفاشيات وبناء القدرات القُطرية في مجالات الوقاية والترصد والتأهب والاستجابة للتهديدات الصحية الناجمة عن الأمراض المعدية المستجدة والأمراض المعدية التي تعاود الظهور.
وتعاون برنامج إدارة المخاطر المعدية التابع لإدارة الطوارئ الصحية في إقليم شرق المتوسط تعاونًا وثيقًا مع الدول الأعضاء في:
الاستجابة لاحتواء عدد من مسببات الأمراض ذات الخطورة العالية، ومن بينها متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في المملكة العربية السعودية والكويت، والكوليرا في اليمن والصومال، وحمى القرم والكونغو النزفية في أفغانستان والعراق، وحمى التيفود المقاومة للأدوية في باكستان، والشيكونغونيا والإسهال المائي الحاد في السودان، وحمى الضنك في عُمان، وحمى غرب النيل في تونس وكثير غيرهم؛
توسيع نطاق شبكة المختبرات المعنية بمسببات الأمراض الخطرة والمستجدة
تعزيز أنظمة الترصد للكشف عن مسببات الأمراض شديدة الخطورة في جيبوتي، والأراضي الفلسطينية المحتلة، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن.
وتغطي المقالة المصورة التالية بعض الأنشطة الكبرى في مجال الصحة العامة التي جرت هذا العام لدعم وزارات الصحة بالتنسيق مع الشركاء الإقليميين والعالميين.
الأمراض الجائحة والوبائية: استعادة لأحداث عام 2018
طفلة تبلغ من العمر 6 سنوات في الحديدة تظهر بطاقتها الخاصة بالتلقيح الفموي ضد الكوليرا (الصورة من: منظمة الصحة العالمية - صادق الوصابي)
الكوليرا في اليمن
في عام 2018، أصبحت فاشية الكوليرا في اليمن هي الأضخم في تاريخ البشرية، مع حدوث أكثر من 1.3 مليون إصابة وأكثر من 3000 وفاة.
وتواصل منظمة الصحة العالمية، طوال العام، وبالتنسيق مع شركاء المجموعة الصحية ومجموعة المياه والإصحاح والنظافة، تم دعم وزارة الصحة العامة والسكان في اليمن لاحتواء هذه الفاشية من خلال تعزيز ترصُّد المرض، ومعالجة الحالات، وإعطاء لقاح الكوليرا الفموي، وتحسين الوصول إلى المياه المأمونة وتحسين الإصحاح.
داء الشيكونغونيا والإسهال المائي الحاد في السودان
استمر السودان في التصدي لفاشية الإسهال المائي الحاد، واشتمل ذلك على دعم الوصول إلى المياه المأمونة (كما هو موضح في الصورة)، وأدى إلى خفض عدد الحالات الجديدة والوفيات في عام 2018.
ومع ذلك، واجهت البلاد تحديًا جديدًا في شهر أيار/مايو، عندما انتشرت فاشية داء الشيكونغونيا بسرعة في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، وخاصة في ولاية كسلا، وأصابت أكثر من 20 ألف إنسان. ومما زاد من تعقيد الفاشية حدوث عدوى مشتركة بحمى الضنك، الأمر الذي جعل التشخيص أكثر صعوبة نظرًا لتداخل أعراض كلا المرضين. واستجابة لذلك، قادت وزارة الصحة السودانية أنشطة الاستجابة بدعم من المنظمة وشركاء آخرين، وهذا اشتمل على مكافحة نواقل الأمراض الشديدة، والتوعية بالمخاطر للحد من خطر انتقال العدوى، وتعزيز نظام الترصد. وجرى احتواء الفاشية بفعالية بحلول تشرين الثاني/نوفمبر.
التدريب على التأهب للإنفلونزا الجائحة في تونس
خلال حلقة عمل لمدة ثلاثة أيام عُقدت في تونس في آب/أغسطس، انضم موظفو وزارة الصحة من المغرب، وتونس، وعُمان، وتنزانيا، وغانا إلى خبراء من منظمة الصحة العالمية وأعدوا أداة لتحديد الثغرات ومعالجتها في خطط التأهب الوطنية للإنفلونزا الجائحة.
وركز المشاركون علي تحسين ترصد الإنفلونزا، وتقييم المخاطر، وتحديد شده الفاشية. وعلاوة على ذلك، تعلم المشاركون الحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية في حالة حدوث الجائحة، وكذلك المعالجة السريرية والوقاية والتوعية بالمخاطر واختبار الخطط ومراجعتها.
الصومال تطلق نظامًا إلكترونيًا لشبكة الإنذار المبكر والاستجابة
لمساعدة الصومال على تحسين الكشف عن التهديدات الصحية في وقتها الفعلي والتصدي لها في جميع أنحاء البلاد، نُظِّمت حلقة عمل تدريبية لمدة أربعة أيام حول استخدام المنصة الإلكترونية الحديثة لأنظمة الإنذار المبكر للأمراض، والتي تسمى شبكة الإنذار المبكر والاستجابة.
وتلقى موظفو الترصد الصحي من 11 منطقة في الصومال تدريباً على ترصد الأمراض الوبائية والاستجابة لها والتحقق من الإنذارات وأنشطة الاستجابة السريعة والإبلاغ عن التنبيهات من أجل جمع البيانات وتحليلها ومشاركتها في وقتها الفعلي باستخدام المنصات على شبكة الإنترنت والشبكات المتنقلة والتقنيات الذكية.
حج عام 2018: مناسبة أخرى تخلو من الفاشيات
خلال النصف الثاني من شهر آب/أغسطس، اجتمع 2.7 مليون حاج في الأماكن المقدسة في المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج. إن وجود مرض عالي الخطورة مثل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية ووجود تجمعات ضخمة من الحجاج في المكان نفسه والزمان نفسه يعرضان هذه المناسبة لخطورة شديدة للمرض منذ ظهوره في 2012.
ودعمت المنظمة وزارة الصحة في المملكة العربية السعودية بتقديم المساعدة التقنية اللازمة لتقييم التدابير الصحية العامة الضرورية للتأهب والاستعداد وتنفيذ هذه التدابير علي النحو المطلوب بموجب اللوائح الصحية الدولية (2005) للأحداث التي تقع وسط الحشود الجماهيرية.
ونجحت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة، من خلال تنفيذ الإجراءات الصحية العامة المناسبة، في الحفاظ على الحج خاليًا من أي حدث صحي يحتمل أن يثير القلق مرة أخرى هذا العام - كما حدث عند ظهور متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في 2012.
تدريب فرق الاستجابة السريعة في جميع أنحاء الإقليم
نظمت منظمة الصحة العالمية دورات تدريبية لفرق الاستجابة السريعة ذات التخصصات المتعددة وركزت علي مرض الإيبولا ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في باكستان والسعودية والسودان وليبيا، مع الإعداد لتدريب آخر في الصومال. وتلقى أكثر من 130 عضوًا من أعضاء الفريق تدريباً حول مواضيع مثل التقييم السريع للمخاطر، واستقصاء الفاشيات، وتحليل البيانات الوبائية، وتنفيذ تدابير الصحة العامة الأولية لاحتواء الفاشية والحد من انتشارها.
وعلاوة علي ذلك، انتشرت فرق الاستجابة السريعة بفعالية في عدة مواقع للطوارئ، من بينها اليمن، والصومال، وأفغانستان، وسوريا.
إنشاء مجموعة من الخبراء العالميين في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية
في تشرين الأول/أكتوبر، اجتمع في أبو ظبي 60 من كبار العاملين والباحثين والخبراء في مجال الصحة العامة لإنشاء مجموعة من الخبراء يمكن نشرهم بسرعة خلال أي فاشية مرضية.
ومنذ اكتشاف متلازمة الشرق الأوسط التنفسية في عام 2012، جرى الإبلاغ عن أكثر من 2200 حالة وأكثر من 800 حالة وفاة. وقد أُبْلِغ عن أكثر من 90% من هذه الحالات من إقليم المنظمة لشرق المتوسط، مما جعل متلازمة الشرق الأوسط التنفسية واحدة من أكبر التهديدات المتعلقة بالأمن الصحي في الإقليم، وخلق الحاجة إلى خبرات إضافية - وهي حاجة تلبي متطلباتها هذه المجموعة.
تقييم شدة الإنفلونزا الجائحة في أفغانستان ولبنان والمغرب ومصر وعُمان
إن فهم المواسم التي تشتد فيها الإنفلونزا وتوقيتها أمر هام في تخطيط تدابير الاستجابة الصحيحة، في الوقت والمكان المناسبين وبالقدر المناسب. وإحدى الأدوات لاستيعاب هذا الفهم هي أداة تُسمى تقييم شدة الإنفلونزا الجائحة، أو بيزا - PISA. وتشمل هذه الأداة ثلاثة معايير لتقييم شدة الفاشية الشبيهة بالإنفلونزا وهي: السراية، وتعني مدى سرعة انتشار الفاشية؛ والخطورة، وتعني قدرة الفاشية على الفتك وإماتة المصابين بها؛ والتأثير، ويعني الضغط الذي تلقيه الفاشية علي النظام الصحي.
وفي عام 2018، نفذت أفغانستان، ولبنان، والمغرب، ومصر، وسلطنة عُمان أداة تقييم شدة الإنفلونزا الجائحة، وفي تشرين الثاني/نوفمبر، نظمت منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها وبرامج الإنفلونزا العالمية حلقة عمل إقليمية حول الأداة لمدة أربعة أيام في تونس.
حمى التيفود المقاومة لطيف واسع من الأدوية
في تشرين الثاني/نوفمبر 2016، شهدت باكستان ظهور سلالة من السالمونيلا التيفية (البكتيريا التي تسبب حمي التيفود) وهي سلالة مقاومة للمضادات الحيوية المتاحة والأكثر استخدامًا. وقد تسبب انتشار ما يسمى "التيفود المقاوم لنطاق واسع من الأدوية" حتى الآن في إصابة 5274 حالة بدون وقوع وفيات.
وردًا علي الفاشية، دعمت منظمة الصحة العالمية حكومات باكستان الوطنية والمحلية ببعثة استقصاء ميدانية في تشرين الثاني/نوفمبر 2018. وجمعت البعثة مزيدًا من المعلومات عن نطاق الفاشية وحجمها وانتشارها الجغرافي، وعن تعريف الحالة المستخدم للتعرف علي الحالات وكشفها، وعن عوامل الخطر الكامنة التي تسهم في انتشار الفاشية، وعن الفعالية السريرية للأدوية المستخدمة في علاج المرض.
تحسين القدرة على كشف الإنفلونزا والتعرف عليها
إن التعرف على سلالات الإنفلونزا التي تنقل العدوى بالتحديد في أي فاشية هو الأساس لتخطيط الاستجابة المناسبة وتنفيذها. ولمساعدة البلدان على تحسين قدرتها، تعاونت منظمة الصحة العالمية مع المركز المتعاون معها لترصد وبائيات الإنفلونزا ومكافحتها ومقره أتلانتا (الولايات المتحدة الأمريكية)، ودربت خبراء الإنفلونزا من 13 بلداً في تشرين الثاني/نوفمبر على اكتشاف الإنفلونزا وتوصيفها.
وركز التدريب علي جميع جوانب اختبار الإنفلونزا، بما في ذلك خوارزميات الاختبار لتحسين كفاءة الاختبار، واختبار التنسخ العكسي لتفاعل البوليميراز المتسلسل في الوقت الحقيقي، وهي طريقة معيارية لتحديد سلالات الإنفلونزا.
مناقشة إطار استراتيجي واعتماده للوقاية من الأمراض الوبائية المستجدة والتي تعاود الظهور ومكافحتها
ناقشت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها إطارًا استراتيجيًا جديدًا لتوجيه عمل الدول الأعضاء بشأن إدارة المخاطر المعدية، واعتمدوا الإطار خلال اجتماع إقليمي عقد في الأردن في كانون الأول/ديسمبر 2018.
وتهدف هذه الاستراتيجية إلى مساعدة البلدان على تحقيق أعلى مستوى ممكن من الصحة للجميع، من خلال القضاء على مخاطر عودة ظهور الأمراض مثل داء الكلب، والكوليرا، والحمى الصفراء، وكذلك توجيه جهود الاستجابة في الوقت المناسب للأخطار المعدية مثل حمى الدنج، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وداء الشيكونغونيا، وحمى التيفود التي لها مقاومة واسعة النطاق للأدوية، وما هو أكثر من ذلك.
وعلى مدى السنوات الخمس المقبلة، ستتولى الدول الأعضاء زمام القيادة في تنفيذ الوثيقة الإطارية، التي تتضمن رؤية ورسالة واضحتين، وخططًا استراتيجية مفصلة، وتحليلًا واضحًا للتحديات الحالية والمقبلة، وإطارًا للرصد والتقييم لقياس الأثر مع مرور الوقت.