بعثات منظمة الصحة العالمية تدعم اليمن في مكافحة كوفيد-19

IMG_0155_who_missions_supporting_yemen_to_fight_covid_19_main

نظّمت منظمة الصحة العالمية مؤخراً بعثات تقنية إلى اليمن لدعم تدابير الاستجابة لكوفيد-19 التي اتخذتها البلاد من خلال تحسين رعاية الحالات المرضية الخطيرة وتعزيز الترصد والاختبارات لاكتشاف الحالات الجديدة.

وعملت البعثات، التي جرت في الفترة من حزيران/يونيو إلى آب/أغسطس 2020 في جنوب اليمن، مع فرقة العمل المعنية بالتدبير العلاجي السريري والتي بدأت في أواخر تموز/يوليو 2020 بعد تحديد كبار الاستشاريين الوطنيين. وناقش فريق العمل ونفذ وقييم ورصد وتابع الخطط التشغيلية للتدبير العلاجي السريري. واستعرضت البعثات أيضاً الممارسات الحالية للترصُّد ومختبرات كوفيد-19، التي تنفذها السلطة الصحية المحلية والشركاء في جنوب اليمن. وعلاوة على ذلك، تابع أعضاء البعثة بنشاط الإبلاغ عن الإصابات بكوفيد-19 من مراكز العلاج التي يديرها الشركاء، ووضعوا بروتوكولات لتسجيل الحالات المشتبه فيها والخفيفة والمعتدلة والإبلاغ عن الحالات التي لم يبلغ عنها حتى الآن.

تحسين رعاية المرضى

أُعلن عن أول إصابة بكوفيد-19 في اليمن في محافظة حضرموت في 10 نيسان/أبريل 2020. وبعد فترة وجيزة، بدأت وزارة الصحة العامة والسكان عمليات نشطة للبحث عن الحالات وتتبع للمخالطين في جميع الأقاليم. وأنشأت وحدات عزل لكوفيد-19 ضمت وحدة واحدة على الأقل في كل محافظة. وازداد عدد الوحدات مع استمرار زيادة الحالات. ودعمت المنظمة جميع الوحدات بالإمدادات والمعدات الأساسية من قبيل أسرّة العناية المركزة والأكسجين وأجهزة التهوية التنفسية ومعدات الوقاية الشخصية والأدوية الأساسية ولوازم المختبرات والكواشف.

وفور إنشاء الوحدات، نُظِّم تدريب أثناء العمل للعاملين الطبيين في جميع محافظات جنوب اليمن وشرق اليمن حول التدبير العلاجي السريري للمصابين بحالات خطيرة.

ولكن لم تستوف كل وحدات العزل المعينة المعايير الوظيفية واختلفت قدرات أدائها كوحدات للعناية المركزة لكوفيد-19. كما كنت النسبة الفعلية للوحدات غير العاملة غير معروفة، مما يشير إلى ضرورة إعادة تقييم الوحدات الموجودة. وبالإضافة إلى ذلك، هناك حاجة ملحة إلى تنفيذ بروتوكول معياري لفحص المرضى المصابين بأعراض تنفسية وفرزهم وإحالتهم في جميع المرافق الصحية.

واستجابة للثغرات المذكورة أعلاه، نشر المكتب الإقليمي فريقًا تقنيًا لدعم السلطة الصحية المحلية بغية تعزيز ممارسات التدبير العلاجي السريري في البلد. كما عقد العديد من حلقات العمل التدريبية للأطباء والممرضين العاملين في وحدات العزل حول رعاية مرضى كوفيد-19 وتدابير الوقاية من العدوى ومكافحتها. ويعمل المتدربون في مختلف الإدارات، ومنها وحدات العناية المركزة وأقسام الطوارئ والطب الباطني في جميع المواقع المحددة في المحافظات الجنوبية. وجرى تدريب 233 طبيبًا و 305 ممرضًا على العناية بالمرضي منذ بداية تموز/يوليو 2020. ‏واستند التدريب إلى توجيهات المنظمة وتوصياتها، وزود أيضًا المشاركين بالمهارات اللازمة لتقديم الرعاية المثلى لجميع المرضى الذين يعانون من حالات العدوى التنفسية الحادة‎.

بناء الاستراتيجيات

وبالرغم من هذه الجهود والإنجازات المبذولة للتخفيف من تأثير فاشية كوفيد-19، فلم يحدد حتى الآن الانتشار الحقيقي للمرض في اليمن. ولا تزال هناك تحديات في الترصد، والفحص المختبري، والإبلاغ عن الحالات، والمشاركة المجتمعية، والتدبير العلاجي، بسبب الصراع طويل الأمد هناك.

ولهذا السبب ركزت البعثات أيضا على وضع استراتيجيات طويلة الأجل، اشتملت على المختبرات الوطنية المعنية بكوفيد-19 واستراتيجية للاختبار وخطة عمل لتحسين الوظائف المختبرية وبروتوكولات لاختبار كوفيد-19. كما وُضعت الاستراتيجية الوطنية لترصُّد كوفيد-19 جنباً إلى جنب مع خطة العمل المرتبطة بها لتحسين التعرّف على الحالات الجديدة، واختبار الحالات المشتبه فيها، وإحالة الحالات المؤكدة إلى مرافق العلاج.

كما يسّرت البعثات وضع بروتوكول لدراسة الانتشار المصلي لفيروس كوفيد-19 من المقرر إجراؤه في محافظة عدن، سيساعد على تحديد النسبة المئوية للمصابين بكوفيد-19 في تلك المنطقة الذين لم يلجأوا إلى مرافق الرعاية الصحية للعلاج أو الرعاية.

وقد أقرّ فريق العمل الوطني المعني بكوفيد-19 بروتوكول التدبير العلاجي السريري واستراتيجية المختبرات والاختبار، ونشر وثائقها المرجعية على جميع المرافق الصحية والشركاء.