بيان بشأن فاشيات شلل الأطفال في إقليم شرق المتوسط

وفيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النمط 1 هو سلالة من فيروس شلل الأطفال تظهر في المجتمعات التي لم يتلق فيها ما يكفي من الأطفال لقاح شلل الأطفال الفموي، وتصيب هذه السلالة الأطفال بالشلل، ويُعد لقاح شلل الأطفال الفموي الأداة الرئيسية التي يستخدمها البرنامج لاستئصال شلل الأطفال وحماية السكان من فيروسات شلل الأطفال من النمط 1. وبدأت أعراض الشلل تظهر على الحالات في الفترة من 31 كانون الثاني/ يناير إلى 18 حزيران/ يونيو 2020، كما تأكدت حالة أخرى بدءًا من حزيران/ يونيو 2019 بأثر رجعي.
وقد أدت القيود المحلية والوطنية الناجمة عن جائحة كوفيد-19 إلى تأخيرات كبيرة في نقل عينات البراز إلى شبكة المختبرات لاختبارها. وأدى ذلك، إلى جانب تأثير الجائحة على مختبرات اختبار فيروس شلل الأطفال في الإقليم، إلى مزيد من التأخُّر في الكشف عن هذه الفاشيات. ويعمل برنامج مكافحة شلل الأطفال بشكل متضافر للتخفيف من حدة هذه التأخيرات وضمان نقل العينات وتجهيزها في الوقت المناسب.
وقد ظل تراجع المناعة ضد جميع سلالات فيروس شلل الأطفال يمثل خطرًا متزايدًا في جميع أنحاء الإقليم، بسبب التحديات المستمرة في الوصول إلى الأطفال بالتطعيمات المنقذة للحياة. وقد أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة الانخفاض الشديد في معدلات التمنيع، ما أدى إلى تفاقم حالات تَعطُّل التطعيم القائمة الناجمة عن عدم الاستقرار السياسي والنزاع.
وقال الدكتور حامد جعفري، مدير برنامج استئصال شلل الأطفال بإقليم شرق المتوسط: «إننا نستأنف حملات شلل الأطفال في جميع أنحاء الإقليم لأن خطر عدم التطعيم كبيرٌ للغاية. وفي آذار/ مارس، كان علينا أن نتوقف عن تطعيم ملايين الأطفال في المجتمعات المحلية شديدة الضعف".
ولكن مستويات المناعة تشهد اليوم انخفاضًا حادًا، وتتصاعد سراية فيروس شلل الأطفال في البلدان المتضررة من شلل الأطفال، لا سيما في باكستان وأفغانستان، مع دخولنا موسم ذروة سراية الفيروس. وليس هناك مجال للتأجيل. وعلينا أن نتحرك الآن.»
وتُعَد كلٌ من فاشية السودان وفاشية اليمن أول فاشيتين جديدتين لشلل الأطفال في الإقليم خلال الجائحة، ولكن فاشيات فيروس شلل الأطفال الدائر المشتق من اللقاحات تؤثر أيضًا على الصومال وأفغانستان وباكستان.
وتعمل السلطات الصحية في السودان واليمن، بدعم من موظفي برنامج شلل الأطفال والأفرقة الإقليمية لمنظمة الصحة العالمية واليونيسف، جاهدةً على تسريع وتيرة الاستجابة للفاشية. ويجري تتبع مخالطي الأطفال المصابين، وتُبذل كل الجهود لضمان حصول مزيد من الأطفال على التمنيع الأساسي.
ويعمل برنامج شلل الأطفال في جميع أنحاء الإقليم على مدار الساعة للحد من التأثير المزدوج لكلٍ من ضعف المناعة الحالية ضد شلل الأطفال وتَعطُّل التطعيم بسبب جائحة كوفيد-19، وذلك لمنع حدوث مزيد من الفاشيات في البلدان ذات المخاطر العالية.
والتطعيم هو الطريقة الوحيدة لحماية الأطفال من شلل الأطفال، ولقاح شلل الأطفال الفموي هو أفضل أداة لدينا لهذه المهمة. ويمكن أن يكون مصطلح "فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح" مضللًا، ففي حين أن السلالات المشتقة من اللقاح يمكن أن تسبب فاشيات شلل الأطفال، فإن هذه الفاشيات تتوقف بتحقيق تغطية عالية بالتطعيم باستخدام اللقاحات نفسها. ولهذا السبب، تعمل فاشية فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح بمثابة إشارة تحذير عاجلة بأن مستويات المناعة في تلك المنطقة منخفضة بشكل خطير.