الفريق التشاوري الإسلامي العالمي لإستئصال شلل الأطفال يفتتح أول اجتماعاته في جدة ايوم


جدة، 26 شباط/ فبراير 2014- عقد الفريق التشاوري الإسلامي العالمي لاستئصال شلل الأطفال أول اجتماعاته اليوم الأربعاء لمناقشة الوضع العالمي لشلل الأطفال وخاصة في البلدان التي لا يزال هذا المرض يهددها ويصيب أطفالها المسلمين بالإعاقة.

ويجتمع الفريق التشاوري الإسلامي العالمي لاستئصال شلل الأطفال لمدة يومين للتأكيد على قيام المجتمع الإسلامي وقياداته بدعم جهود استئصال شلل الأطفال وتعزيز الثقة في سلامة اللقاح المضاد له وفعاليته. إن العالم الإسلامي بأسره تقريباً يخلو اليوم من شلل الأطفال، إلا أن المناطق التي لا يزال يتوطّن بها الفيروس هي في غالبيتها العظمى مجتمعاتٌ إسلامية. ومن غير المقبول أن يُحرم ولو عدد محدود من أطفال المسلمين من حقهم في حياة بلا إعاقة. وهناك عدد كافٍ من الأطفال في هذه المجتمعات لا يزالون محرومين من التطعيم ضد شلل الأطفال – إما لأن الفرصة لا تتاح لهم للحصول على اللقاح أو بسبب الصراع والاضطرابات الأمنية.

ولابد من توفير اللقاح المضاد لشلل الأطفال وسائر التدخلات الصحية بتجرد، وأن لا تستخدم هذه التدخلات لأغراض سياسية أو لأية أغراض غير الصحية. وينبغي أن تتوقف الاعتداءات على العاملين في المجال الصحي وعلى المنشآت الصحية، ذلك أن صحة كافة الأطراف ستظل معرضة للخطر إذا استمر الاعتداء على هؤلاء العاملين والمنشآت الصحية.

والآن يتوقف نجاح كافة الجهود الدولية التي استمرت 24 عاماً لحماية الأجيال القادمة من شلل الأطفال على النجاح في بعض أجزاء من باكستان، والصومال، ونيجيريا وأفغانستان. وهنالك خطة استراتيجية عالمية تُعنى بتحسين الجوانب التشغيلية لحملات التطعيم ضد شلل الأطفال؛ ولكي تنجح هذه الخطة هذا العام، فإن الحاجة ماسة لدعم إضافي من المجتمع الإسلامي وقياداته.

    وقد أعد الفريق التشاوري الإسلامي العالمي خطة عمل تستمر ستة أشهر وتحدد أنشطة معينة يتم تنفيذها بهدف التصدي لوضع شلل الأطفال في العالم الإسلامي، والتركيز بصفة خاصة على تحديد الواجب الديني للقادة والوالدين في حماية الأطفال والسماح للعاملين في المجال الصحي بالقيام بواجباتهم في أمان. يقام الاجتماع في المقر الرئيسي لمنظمة التعاون الإسلامي - التي تضم في عضويتها 57 دولة عضواً - بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

ويُعنى هذا الفريق التشاوري الإسلامي العالمي المشكل حديثاً بتوفير قيادة عالمية رفيعة المستوى وتوجيه المجتمع الإسلامي نحو تعزيز التضامن وتوفير الدعم اللازم لاستئصال شلل الأطفال من العالم الإسلامي.

وخلال هذا الاجتماع سيضع الفريق التشاوري اللمسات الأخيرة على الدور المناط به وهيكلته والنواحي الإجرائية ونظام عمله، وما إلى ذلك من تفاصيل تنظيمية.

وفي كلمته الرئيسية أمام المؤتمر، أكد معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدولي، أنه طالما كانت الغاية من التطعيم "هي مصلحة الإنسان وكانت المادة المستخدمة فيها طاهرة وليست من الخبائث" فهي موضع قبول في حكم الشرع.

ويترأس الشيخ صالح بن حميد اجتماعات الفريق التشاوري الإسلامي العالمي بالمشاركة مع وكيل الأزهر الشريف معالي الشيخ الدكتور عباس شومان. مجمع الفقه الإسلامي الدولى، الذي يتخذ من جدة مقراً له، والأزهر الشريف ومعهما منظمة التعاون الإسلامي والبنك الإسلامي للتنمية - ومقرهما جدة أيضا - الشركاء المؤسسون للفريق التشاوري الإسلامي العالمي لاستئصال شلل الأطفال. وقد شارك في الاجتماع أيضا ممثل لدار الإفتاء المصري.

أما الرئيس المشارك الدكتور شومان، فقد أدان بشدة في بيانه "الحملات التي يشنها بعض المتطفلين على موائد التشريع من غير المؤهلين شرعا للافتاء وإصدارهم الفتاوى التي تحرم التطعيم وتحرض ضد القائمين به بل وتعدي بعض الجهلاء على جنود الإنسانية وملائكة الرحمة بأبشع صور الاعتداء وصلت إلى القتل". ونادى الدكتور شومان بتشكيل حملات للتوعية بالمناطق الموبوءة تتكون من الأطباء المتخصصين وفي صحبتهم شيوخ وعلماء من الأزهر للمشاركة في التوعية بضرورة التطعيم ضد هذا المرض ودحض الاعتقادات الفاسدة التي تعوق ذلك.

وبدوره أكد معالي الدكتور إياد مدني، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، على أن استئصال شلل الأطفال "يشكل تحديا جسيما" للمنظمة حيث أن "خمس وتسعين في المائة من حالات شلل الأطفال التي أبلغ عنها عام 2013 سجلت في دول أعضاء في المنظمة".

وفي كلمته، أشار رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية الدكتور أحمد محمد علي المدني إلى تخصيص مؤسسته تمويل بمبلغ 227 مليون دولار أمريكي لحكومة باكستان لدعم جهودها في تطعيم الأطفال ضد مرض شلل الأطفال، مؤكداً على أن تعزيز حملة التطعيم للأطفال هو "واجب ديني".

وأخيرا ألقى المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في منطقة شرق المتوسط الدكتور علاء العلوان كلمة أمام الاجتماع أعاد فيها على أذهان المشاركين أن شلل الأطفال كان "مسؤولا عن إصابة ما يقدر بألف طفل يوميا بالشلل في مختلف أرجاء العالم. ومع ابتكار لقاح آمن تماما، وبفضل الجهود التي بذلت في جميع أنحاء العالم لضمان إيصال اللقاح إلى جميع الأطفال، أصبحنا على مشارف استئصال هذا المرض، إذ انخفضت حالات الإصابة بشلل الأطفال بالفعل بمقدار 99.9 في المائة".

من المتوقع أن يختتم الفريق الإسلامي الاستشاري العالمي أعماله بإصدار إعلان جدة خلال مؤتمر صحفي يعقد غداً الخميس في مقر منظمة التعاون الإسلامي لتسليط مزيد من الضوء على الفريق وخطة عمله وغيرها من التفاصيل الهامة للسادة الإعلاميين.

لمزيد من المعلومات:

السيد وجدي علي سندي
مسؤول الإعلام الخليجي
منظمة التعاون الإسلامي
محمول: 966505780053
فاكس: 96626527459
صندوق بريد 178، جدة 21411
المملكة العربية السعودية