"التبغ الممضوغ" نمط جديد ينتشر بين الجنسين في مصر

تطلق اليوم، 28 كانون الثاني/يناير 2010، كل من منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة المصرية والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء نتائج أكبر مسح تم إجراؤه عن أوضاع التبغ بين البالغين في مصر.

هذا المسح تم تنفيذه عام 2009 في كافة محافظات الجمهورية على عينة بلغ حجمها 760 23 من الذكور والإناث في المرحلة العمرية فوق خمسة عشر عاماً. وقد تعاون على تنفيذ البحث كل من مكتب ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر، ووزارة الصحة المصرية، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، وهم موزعون على النحو التالي:

ومن النتائج الهامة التي كشف عنها المسح أن (38%) من الذكور يتعاطون التبغ، 32% يتعاطون السجائر، حوالي 6% يتعاطون الشيشة، وحوالي 5% يتعاطون التبغ الغير قابل للتدخين (الممضوغ). كذلك كشف المسح أن غالبية الذكور المصريين الذين يتعاطون أي نوع من التبغ ينتمون إلى الفئات الأقل تعليماً؛ أي الذين لم يحصلوا على أي قسط من التعليم الرسمي، أو حصلوا على قسط من التعليم الابتدائي (بنسبة 52% و50% على التوالي).

ويشكِّل تعاطي التبغ عبئاً صحياً جسيماً، لا على المجتمع فحسب، بل على النظام الصحي أيضاً، فضلاً عن العبء الاقتصادي المتمثل في الكلفة المطلوبة لتوفير الرعاية الصحية للمدخنين.

كما أن المسح العالمي لتعاطي التبغ بين البالغين يسلِّط الضوء على الوباء الجديد، المتمثل في انتشار تعاطي التبغ غير القابل للتدخين (الممضوغ)، في أوساط البالغين المصريين من الجنسين، بنسب تصل إلى 5% بين الذكور، و0.3% بين الإناث. وأغلبهم يتعاطون التبغ غير القابل للتدخين بصفة يومية، رغم الاعتقاد أنه نمط غير شائع للتعاطي.

وطبقاً للمسح، تبلغ نسبة الإناث المدخنات 0.6% من المصريات. وتتوزع المدخنات على الأشكال المختلفة للتبغ وإن كانت النسبة الأكبر هي لمتعاطيات الشيشة (0.3%)، يليها التبغ الممضوغ (0.3%)، ثم السجائر (0.2%).

كذلك يكشف المسح أن غالبية المدخنات المصريات ينتمين إلى الفئات التي لم تحصل على أي قسط من التعليم، أو التي حصلت على قسط من التعليم الابتدائي (1.1% لكل منهما).

كما أظهر أن متعاطيي السجائر من الذكور يدخنون علبة واحدة يومياً في المتوسط، بينما تدخن الإناث نصف علبة يومياً في المتوسط. ويتعاطى أخلب المدخنون (88%) سجائر محلية الصنع.

ويمثل التدخين في الأماكن العامة في مصر كارثة بكافة المقاييس. فالتعرُّض لدخان التبغ من خلال ما يعرف بالتدخين السلبي هو خطر بيئي وصحي جسيم، إذ يقدر أن (70%) من الناس يتعرّضون لدخان التدخين السلبي في المطاعم، بينما يتعرّض حوالي (49%) لهذا الدخان في منشآت الرعاية الصحية.

وبالرغم من أن التدخين في الأماكن العامة محظور بموجب قوانين مكافحة التبغ في مصر، فيبدو أن تطبيق هذه القوانين وفرض إنفاذها والإذعان لها هي من القضايا الهامة التي ينبغي بحثها على الصعيد الوطني، للحدّ من التعرُّض للتدخين السلبي ومن ثمَّ الحد من المخاطر الصحية المصاحبة له.

ومن النتائج الهامة التي كشف عنها المسح أيضاً، أن التكلفة الاقتصادية للتبغ تبلغ (6%) تقريباً من متوسط الدخل الشهري للأسرة المصرية.

وتمهِّد المسوحات الطريق لوضع سياسات قوية مسندة بالبيّنات، تستهدف كافة زوايا مشكلة التبغ على الصعيد الوطني في مصر مثل التدخين السلبي، والتبغ الممضوغ، وتطبيق تشريعات وقوانين مكافحة التدخين. ولابد من بذل المزيد من الجهود التي تستهدف المجموعات الأكثر تعاطياً للتبغ مثل الذكور في المرحلة العمرية من 25 إلى 45 عاماً، حيث يبلغ معدّل تعاطيها للتبغ حوالي (46%). ومن الثابت أن حملات صناعة التبغ تركز على الربط بين التدخين والتحضر بين النساء. ويتأكد ذلك إذا وضعنا في الاعتبار تلك النسبة المتزايدة من تعاطي التبغ بين خريجات الجامعة. وهذه القضية، بدورها، ينبغي التصدِّي لها من خلال منهج شامل متعدد القطاعات.

يُذكر أن المسح العالمي لتعاطي التبغ بين البالغين تم إجراؤه في 14 بلداً هي: تايلاند، والهند، ومصر، وبنغلاديش، وأوروغواي، وفيتنام، والصين، والفلبين، والمكسيك، والبرازيل، وبولندا، وتركيا، والاتحاد الروسي وأوكرانيا. وتعدُّ مصر سادس دولة تطلق بيانات المسح. ومن المأمول أن يتم إجراء المسح العالمي لتعاطي التبغ بين البالغين دورياً للحصول على بيّنات للمقارنة، مما ييسر عملية تقييم أنشطة مكافحة التبغ والمساعدة في تكوين ملف متكامل عن وباء التبغ في مصر.

لمزيد من المعلومات يمكنكم زيارة موقع مبادرة التحرر من التبغ:

www.emro.who.int/arabic/tfi/index.htm

قُدم الدعم المالي لتنفيذ المسح من خلال برنامج بلومبيرغ للأعمال الخيرية. وقدَّمت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الدعم التقني، كما قدَّمت مؤسسة مراكز مكافحة الأمراض الدعم للبرنامج.