تزايد الاحتياجات الصحية للنازحين والجرحى من مدينة الموصل بالعراق
29 تشرين الثاني/نوفمبر 2016-أكثر من 73 ألف شخص من الموصل والمناطق المجاورة لها في العراق قد نزحوا عن ديارهم نتيجة للصراع المستمر منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر. وتستضيف محافظة نينوى حاليًا معظم هؤلاء النازحين، مما أدى إلى إنهاك الخدمات الصحية هناك.
مع اقتراب الصراع في الموصل إلى المناطق الأكثر اكتظاظًا بالسكان، تتزايد أعداد الإصابات التي تحتاج إلى العلاج بسبب الجروح الخطيرة. وخلال 6 أسابيع الماضية، استقبل المستشفى أكثر من 1400 مصاب بالرضوح والجروح.
مستشفى الحمدانية في شرق الموصل هو مستشفى الإحالة الرئيسي الأقرب إلى مدينة الموصل. وتوقف المستشفى حاليًا عن العمل بسبب الأضرار التي لحقت به، والافتقار إلى الموظفين والمعدات واللوازم الطبية.
والسلطات الصحية المحلية بصدد إعادة تأهيل صغرى للمستشفى، وتعمل منظمة الصحة العالمية مع الشركاء الصحيين في تجهيز وحدات الطوارئ وتشغيلها لتستقبل حالات الرضوح القادمة من الموصل.
يُنقل حاليًا المرضى المصابون عن طريق سيارة الإسعاف من شرق الموصل إلى أربيل، ويمرون على العديد من نقاط التفتيش. وتدعم منظمة الصحة العالمية نظام الإحالة، ووفرت أكثر من 30 سيارة إسعاف للسلطات الصحية المحلية لدعم عمليات الاستجابة في مدينة الموصل.
مع أن منظمة الصحة العالمية أنشأت مراكز لعلاج الرضوح بالقرب من الخطوط الأمامية، لكن الهدف الرئيسي هو ضمان إحالة المصابين بجروح خطيرة إلى المستشفى في أسرع وقت ممكن.
يقع مخيم الخازر في محافظة نينوى على بعد أقل من 10 دقائق من مستشفى الحمدانية. ويستضيف المخيم أكبر عدد من النازحين نتيجة للأزمة في الموصل، ويضم أكثر من 30 ألف شخص يعيشون في 6000 خيمة.
الخدمات الصحية المقدمة في المخيم محدودة، والعاملون الصحيون فيه منهكون من ضغوط العمل، ويبلغون عن إجراء استشارات تصل إلى 400 استشارة في اليوم، وتشمل الإصابات الطفيفة، والحالات التنفسية، والصحة الإنجابية.
مع انخفاض درجات الحرارة إلى التجمد ليلا، تتأهب وكالات الأمم المتحدة ومديريات الصحة والمؤسسات الخيرية المحلية استعدادًا لفصل الشتاء بتوفير الأفرشة والبطانيات والسخانات للأسر.
مع استمرار النزوح من مدينة الموصل، تتزايد الاحتياجات الصحية لمئات آلاف من الناس زيادة كبيرة، مما يثقل كاهل النظام الصحي المنهك أصلاً، ويترك العديد من الرجال والنساء والأطفال معرضين للخطر. وتواصل منظمة الصحة العالمية وغيرها العمل ميدانيًا من أجل تلبية احتياجاتهم، ولكن هناك حاجة إلى دعم دولي لضمان الارتقاء بالخدمات الصحية.
وقد أمكن تقديم الدعم من منظمة الصحة العالمية لعمليات الاستجابة في الموصل بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومكتب الولايات المتحدة للمساعدات الخارجية في الكوارث، والصندوق الإنساني للعراق.
الصور: من منظمة الصحة العالمية/العراق
منظمة الصحة العالمية تصعد خدمات رعاية الرضوح للجرحى في مدينة الموصل بالعراق
24 تشرين الثاني/نوفمبر 2016، أربيل، العراق – مع استمرار العمليات العسكرية في الموصل، تتعاون منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية الوطنية من أجل ضمان حصول الجرحى المصابين بالرضوح نتيجة للحرب على الرعاية الطبية المنقذة للحياة. وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن حوالي 40 ألفًا من المدنيين سيحتاجون إلى رعاية الرضوح والجروح الناجمة عن العمليات العسكرية في مدينة الموصل.
وفي هذا الأسبوع، أنشأت منظمة الصحة العالمية نقطتين مجهزتين تجهيزًا كاملًا لعلاج الرضوح في شرق الموصل، على مسافة أقل من 25 كيلوم مترًا من مدينة الموصل التي تصل معظم الإصابات منها. علمًا بأن المستشفيات القريبة من الجبهة قد توقفت عن العمل أو أصبح لا يمكن الوصول إليها، ويموت بعض المرضى، ومن بينهم الأطفال، بسبب الافتقار إلى الرعاية الطبية الفورية وضياع وقت طويل في نقلهم للعلاج. وستتيح هذه النقاط، التي تديرها مديرية الصحة في نينوى وتدعمها منظمة الصحة العالمية، فرصة أكبر لإنقاذ حياة المرضى أثناء نقلهم إلى المستشفى. والأطباء في هاتين النقطتين سيقومن بالتحري وفرز الحالات، ويعالجون النزيف، ويعطون الأكسجين والسوائل الوريدية، ويصرفون الأدوية حسب الحاجة. وسيدعم صندوق الإمم المتحدة للسكان خدمات الولادات العسرة.
وعيّنت أيضًا، في هذا الأسبوع، منظمة الصحة العالمية جراحين عالميين من كبار المتخصصين في جراحة الحرب، وهما يعملان حاليًا مع أكثر من 75 جراحًا عامًا وطبيبًا مبتدئًا من نينوى وأربيل. وسيراجعون معًا المبادئ الرئيسية لجراحة الحرب، ويناقشون التحديات التي تصادفهم، ويكتسبون تقنيات جديدة للعمليات الجراحية المتعلقة بالحرب.
وفي 21-22 تشرين الثاني/نوفمبر، سلمت منظمة الصحة العالمية 10 سيارات إسعاف جديدة و 4 عيادات طبية متنقلة جديدة إلى السلطات الصحية الوطنية في نينوى، وبذلك يصل إجمالي عدد سيارات الإسعاف التي دعمتها منظمة الصحة العالمية لعمليات الاستجابة في الموصل إلى 30 سيارة، وبلغ العدد الإجمالي للعيادات الطبية المتنقلة 23 عيادة. وستستعمل سيارات الإسعاف الجديدة لنقل المرضى من نقاط علاج الرضوح إلى الخدمات الصحية الثانوية في أربيل. وبالإضافة إلى تعزيز نظم إحالة المصابين، جُهِزَت سيارات الإسعاف أيضًا لعلاج المصابين برضوح طفيفة.
ولدعم الطلب المتزايد على خدمات رعاية الرضوح في المستشفيات الرئيسية في محافظتي أربيل ونينوى، واصلت منظمة الصحة العالمية تقديم مجموعات علاج الرضوح والمجموعات جراحية إلى السلطات الصحية الوطنية وشركاء المجموعة الصحية العاملين في المرافق الصحية والمخيمات. وقدمت منظمة الصحة العالمية مجموعات علاج الرضوح والمجموعات الجراحية لتكفي علاج 600 مريض، وجاري إعداد 40 مجموعة إضافية تكفي 4000 مستفيد. وستواصل منظمة الصحة العالمية توفير المستلزمات الإضافية حسب الحاجة.
ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، عولج أكثر من 1200 شخص، من ضمنهم النساء والأطفال والرضّع حتى عمر شهرين، من الرضوح الناجمة عن الإصابات والتي اشتملت على إصابات بطلقات الرصاص والألغام والقصف وقذائف الهاون. ومن المتوقع أن يكون العدد الفعلي للمصابين أعلى من ذلك بكثير، نظرًا لأن العديد من المدنيين حاليًا لا يستطيعون الوصول إلى العلاج بسبب انعدام الأمن. وتعمل مديريات الصحة في أربيل وونينوي، بدعم مباشر من منظمة الصحة العالمية، على معالجة الجزء الأكبر من حالات الرضوح وبدعم إضافي من شركاء المجموعة الصحية والمنظمات غير الحكومية الدولية.
"إن المناطق المحيطة بمدينة الموصل والتي شهدت المعارك حتى الآن هي مناطق منخفضة الكثافة السكانية، ولذلك فإن عدد حالات الرضوح مازال منخفضًا نسبيًا. ومع اشتداد القتال داخل المدينة، نتوقع وجود أعداد أكبر من الجرحى المدنيين. ونظرًا لعدم وضوح المعلومات عن حالة المستشفيات داخل المدينة، فإننا نعمل مع السلطات الصحية الوطنية على الارتقاء إلى حد كبير بالقدرة على الاستجابة في خطوط المواجهة، ونتحرك قرب المدينة كلما أتيح لنا الوصول إليها" هكذا صرح ألطاف موساني ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق.
وقد أمكن تقديم الدعم من منظمة الصحة العالمية لعمليات الاستجابة في الموصل بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومكتب الولايات المتحدة للمساعدة الخارجية في الكوارث، وصندوق الإغاثة الإنسانية للعراق.
المدنيون المحاصرون في تبادل إطلاق النار: منظمة الصحة العالمية تدعم خدمات رعاية الجروح للسكان في مدينة الموصل وحولها
إن قصص المدنيين الذين حوصروا في تبادل إطلاق النيران في مدينة الموصل وحولها قصص مفجعة ومروّعة. وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى ضمان إتاحة الخدمات الصحية المنقذة للحياة للمصابين، ودعم العمل الدؤوب لمديرية الصحة في أربيل من أجل تقديم الرعاية الطبية الطارئة إلى جميع المحتاجين.
أحمد البالغ من العمر 14 عاماً* ووالدته كانا في المنزل في بلدة همام على، وهي بلده صغيرة جنوب الموصل، عندما أصيب منزلها في إحدى الغارات الجوية. وقد حُرِرَت البلدة حديثا، وانسحبت منها قوات المعارضة، وآثار الدمار تخيّم على البلدة. وبعد دقائق من وقوع الانفجار تمكّن المارة من إخراج أحمد ووالدته من تحت الأنقاض، واخذتهما القوات العسكرية إلى مدينة القيارة القريبة، وأثناء ذلك مروا على العديد من نقاط التفتيش الأمنية التي جعلت هذه الرحلة القصيرة تدوم ساعة تقريبًا.
ولأن المستشفى الرئيسي في القيارة قد تعرّض للدمار هو الآخر، نقل أحمد ووالدته إلى مركز الرعاية الصحية الأولية الرئيسي في البلدة، حيث انضمت إليهما عمة أحمد. ونقلتهم سيارة إسعاف وتوجهت بهم إلى أقرب مستشفى للإحالة في أربيل- التي تبعد ساعة ونصف تقريبًا. وبعد مرور أربع ساعات على انتشالهما من تحت الأنقاض وصل أحمد ووالدته إلى مستشفى الطوارئ.
نُقل أحمد ووالدته فورًا إلى قسم الطوارئ في المستشفى. وكان أحمد مصابًا بجروح متعددة في ساقيه بسبب القصف. وعانت والدته من إصابات أكثر، وغطت الجروح المتعددة معظم جسدها. ومنذ وصول أحمد إلى المستشفى في 6 تشرين الثاني/نوفمبر، عاني من صدمة نفسية بالغة. فكان يرفض الحديث، ويصرخ باستمرار طلبًا لوالدته. ويقول الأطباء أنه يحتاج أيضا إلى رعاية نفسية عاجلة.
ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، يستقبل مستشفى الطوارئ في أربيل في المتوسط 15 مصابًا يوميًا. وفي بعض الأيام، يصل 20 إلى 30 مصابًا إلى وحدة الطوارئ. وتعاني الأغلبية منهم من طلقات نارية، بينما يعاني البعض الآخر من الإصابات الناجمة عن القصف والألغام. وفي نفس اليوم الذي دخل فيه أحمد ووالدته إلى المستشفى، استقبل المسشتفى طفًلا عمره عامان مصابًا بطلق ناري في صدره، وطفلة عمرها ثلاث سنوات وأختاها الاثنتين كلهن أصبن بسبب القصف، واستقبل المستشفى فتاة تبلغ من العمر ثماني سنوات أصيبت ساقاها بجراح شديدة نتيجة للقصف وأصيبت أيضًا في الكلي والطحال.
واعتبارا من 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أصبحت كل الأَسِرَّة وعددها 25 سريرًا في غرفة الطوارئ بالمستشفى مشغولةً، ويعاد تحويل الحالات الجديدة الآن إلى أحد المستشفيين الآخرين للطوارئ في أربيل. ويتحمل المستشفى قدرة تفوق طاقته، وهناك حاجة صحية ماسة إلى المزيد من العاملين والإمدادات الطبية الإضافية. وبحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية سيحتاج إجمالًا 40 ألف شخص إلى العلاج العاجل في المستشفيات نتيجة للإصابات. وتعمل المنظمة مع السلطات الصحية الوطنية والشركاء لتحديد مسارات إحالة المرضى المصابين، وترميم المستشفيات الرئيسية القريبة من الخطوط الأمامية.
وتحسبا للأعداد المتزايدة من المرضى الذين يصلون إلى أربيل، سلمت منظمة الصحة العالمية، في 8 تشرين الثاني/نوفمبر، أدوية وإمدادات إلى مستشفى الطوارئ تكفي 300 مريض يحتاجون إلى الرعاية الجراحية. وسُلِّمت أدوية وإمدادات إضافية تكفي 70,000 مستفيد إلى مديرية الصحة في إربيل لتوزيعها على المرافق الصحية عبر المحافظة. ولتعزيز خدمات الإحالة، قدمت منظمة الصحة العالمية سيارتا إسعاف، وتعمل مع المديرية لترتيب الحوافز لموظفي الصحة.
لقد أمكن توفير هذا الدعم من منظمة الصحة العالمية بتمويل من الاتحاد الأوروبي، ومكتب الولايات المتحدة للمساعدة الخارجية في حالات الكوارث، وصندوق التمويل الإنساني للعراق.
منظمة الصحة العالمية تؤمّن الخدمات الصحية للسكان المعرضين لأبخرة الكبريت والنفظ السامة في جنوب شرق الموصل، بالعراق
31 تشرين الأول/أكتوبر 2016 – زينب فتاة عمرها 15 سنة كان تعاني من اختناق حاد عندما أحضرها أهلها إلى العيادة الرئيسية للرعاية الصحية الأولية في مدينة القيارة، جنوب شرق الموصل. زينب كانت مصابة بالربو منذ الولادة، وعانت من صعوبة التنفس نتيجة لأبخرة الكبريت الناجمة عن حرق معمل الكبريت بالمشراق. وقد جلبت الرياح هذه الأبخرة في اتجاه منزلها، وأصبح تنفس زينب أكثر فأكثر صعوبة، ولم يسعفها استنشاق البخاخات الموسعة للقصبات. وعندما أحضرتها عائلتها إلى العيادة، كانت زينب على وشك أن تفقد وعيها.
أعطى الأطباء في العيادة زينب السوائل والهيدروكورتيزون حتى تحسنت حالة التهاب القصبات الهوائية، وأصبحت قادرة على التنفس طبيعيًا. ووفرت منظمة الصحة العالمية معظم الأدوية لعلاج المرضى في العيادة وذلك من خلال الشركاء المنفذين كالتحالف الدولي للمرأة والصحة، وهي منظمة غير حكومية فرنسية. وقد اشتمل هذا على السوائل الوريدية، والموسعات القصبية، والهيدروكورتيزون، وبخاخات الاستنشاق.
وقال الدكتور زهير إدريس، الطبيب الموجود حاليًا في مركز الرعاية الصحية الأولية الرئيسي في القيارة "إن معظم الحالات تعاني من درجات متفاوتة من الخفيفة إلى المعتدلة وإلى الشديدة من الاختناق، ومن عدوى الجهاز التنفسي العلوي والسفلي" وأضاف "وعانى عدد قليل أيضا من الإحساس بالحرقان أو الحكة الجلدية، لا سيما أولئك الذين لديهم حالات مرضية مسبقة مثل الاكزيما. ونحن نقدم لجميع المرضى الإسعافات الأولية في العيادة، وتُحال الحالات المرضية الحرجة إلى المستشفيات في مدينتي تكريت وأربيل، برغم وجود بعض التحديات أمام الوصول إلى هناك بسبب الوضع الأمني."
وقد تلقى، حتى الآن، أكثر من ألف شخص في مدينة القيارة والمناطق المجاورة المساعدات الطبية نتيجة الدخان الصادر من معمل الكبريت. وتقدم المساعدات الطبية من خلال العيادات الطبية المتنقلة وعيادات الرعاية الصحية الأولية، التي تدعمها السلطات الصحية الوطنية، والشركاء المنفذون في منظمة الصحة العالمية. وللارتقاء بالخدمات الصحية في القيارة ومخمور، وفرت منظمة الصحة العالمية خمس عيادات متنقلة وسيارة إسعاف واحدة.
ومع استمرار العمليات العسكرية حول مدينة الموصل، فر أكثر من 16 ألف نازح جديد إلى مناطق أكثر أمنا، ويتجه معظمهم إلى الجنوب ناحية مدينة القيارة والبلدات المجاورة لها، حيث يتعرضون الآن لمخاطر صحية جسيمة نتيجة السحابة السامة المجاورة. ويتعرض السكان في المنطقة أيضا للأبخرة الناتجة عن حرق 19 بئرًا للنفط، وقد استمر اشتعال النار في بعض هذه الآبار لمدة 4 أشهر تقريبًا. ولمساعدة النازحين داخليا والمجتمعات المضيفة لهم في التعرّف على المزيد حول كيفية حماية أنفسهم، أصدرت منظمة الصحة العالمية ووزعت إرشادات باللغتين العربية والإنكليزية لإطلاع الناس على آثار هذه الأبخرة، وماذا يعملون في حالة تعرضهم لها، ومتى يلتمسون المساعدة الطبية.