التسلسل الزمني للأزمة السورية: حياة ستة أشخاص من المتأثرين بالحرب الدائرة من ست سنوات
لقد أَلحقَت الأزمة السورية، المستمرة من ست سنوات، خسائر هائلة أضرّت بصحة الشعب السوري والنظام الصحي الذي يقدَّم له. ومنذ بداية النزاع، عملت منظمة الصحة العالمية مع السلطات الصحية والشركاء لضمان أن تتوافر الرعاية الحرجة لمن تمس حاجتهم إليها. وقد عُمِل الكثير لمساعدة السوريين المتضررين من الصراع تضرراً مباشراً وغير مباشر، بما في ذلك توفير العلاجات واللوازم الطبية ورعاية الإصابات، ورعاية الصحة النفسية، وتمنيع الأطفال ضد الأمراض الفتّاكة. ولم تَدّخر منظمة الصحة العالمية، وشركاؤها في مجال الصحة، جهداً في محاولة الوصول إلى الناس في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها عبر الحدود وخطوط القتال، وذلك من خلال الاتفاقات مع الشركاء المحليين المعنيين بالصحة. وكان للمنظمات غير الحكومية السورية المحلية دوراً هاماً في الاستجابة الصحية حتى الآن.
وتقف منظمة الصحة العالمية إلى جانب الشعب السوري، وتواصل عملها لضمان حصول جميع الناس في جميع أنحاء البلد، على الرعاية الصحية الأساسية، والمنقذة للحياة. ومع ذلك، ومع مرور سنة بعد سنة، كانت أرواح الآلاف تزهق، وتُدمَّر أرواح الملايين، ليس نتيجة للعنف فقط، ولكن لأنهم أصبحوا ضحايا لفشل النظام الصحي الذي لم يَعُد يزودهم بالخدمات الصحية التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة.
استعراض أحداث عام 2016: عمل منظمة الصحة العالمية في حالات الطوارئ في إقليم شرق المتوسط
Credit: WHO
سوريا: أثّر الصراع المستمر لأكثر من 5 سنوات سلبًا على صحة الشعب السوري والنظام الصحي الذي يخدمه، حيث يحتاج ما يقرب من 13.5 مليون شخص إلى المساعدات الإنسانية. وأصبح أكثر من نصف المستشفيات العامة في البلاد ومراكز الرعاية الصحية الأولية إما مغلقة أو تعمل جزئيًا، ولا يحصل مئات الآلاف من الأطفال تحت عمر 5 سنوات على التلقيح الروتيني، وحرم آلاف المرضى من علاج الإصابات والأمراض المزمنة. وقد فر ما يقرب من ثلثي العاملين في مجال الصحة من البلاد ويتعرض الباقون لخطر دائم. وفي سنة 2016 وحدها، وقع 126 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية داخل سوريا.
وبرغم القتال الدائر في سوريا، تمكنت منظمة الصحة العالمية من:
دعم الإخلاء الطبي للسكان المحاصرين في شرق مدينة حلب؛
تعزيز قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية؛
دعم رعاية الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرضى الكلى, والمرضى الذين يعتمدون على الأنسولين؛
القيام بحملة تلقيح وطنية بمستضدات متعددة في المناطق المحاصرة والتي يصعب الوصول إليها.
إغلاق المرافق الصحية في السودان نتيجة لنقص التمويل الصحي
30 كانون الأول/ديسمبر - أدى عدم وجود تمويل للصحة في السودان إلى إغلاق 11 مرفقًا صحيًا، كما يواجه 49 مرفقًا آخر خطر الإغلاق، مما يضر بحوالي مليون شخص، من بينهم 323 ألف من النساء في سن الإنجاب ومن الأطفال دون عمر 5 سنوات، الذين لا يمكنهم الحصول على الرعاية الصحية سواء للأم أو للطفل.
ويتأثر أو يحتمل أن يتأثر من خطر إغلاق هذه المرافق الصحية ما يقدر بحوالي 769 ألف شخص، وهذا الرقم يتفاقم حاليًا بسبب تدفق أعداد هائلة من اللاجئين. وسيضيف إغلاق المرافق الصحية إلى المخاطر القائمة بوقوع الأوبئة بسبب قلة فرص الحصول على خدمات الرعاية الصحية الأولية بين النازحين والمجتمعات المضيفة لهم. ومن النتائج الفورية لإغلاق المرافق الصحية حدوث انخفاض في خدمات التمنيع والرعاية الصحية للأمهات والأطفال، وازدياد خطر انتشار الأوبئة، وزيادة معدلات الاعتلال والوفيات.
"برغم أن وزارة الصحة الاتحادية قد انخرطت بكامل طاقتها في إيجاد حلول تضمن الاستمرارية، لكننا جميعًا ندرك أن هناك حاجة إلى أموال مستمرة لدعم العيادات في المناطق النائية التي توفّر للناس الخدمات الصحية خلال هذه الفترة الانتقالية. وأصبح من المرجح ازدياد خطر انتشار الأوبئة ... فالناس يضطرون إلى السفر لمسافات طويلة كي يصلوا إلى خدمات الرعاية الصحية المتاحة"، هكذا صرحت الدكتورة نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية في السودان.
ويعاني القطاع الصحي في السودان من نقص كبير التمويل على مدى السنوات الثلاث الماضية، حيث تركّز الجهات المانحة على حالات الطوارئ في العراق وسوريا واليمن. ومع انتهاء عام 2016، فلم تُمَوَّل متطلبات القطاع الصحي إلا بنسبة 42٪في عام 2016.
منظمة الصحة العالمية تدعم مركز الرعاية الصحية الأولية الذي يرزح تحت الأعباء في مدينة الموصل بالأدوية المنقذة للحياة واللوازم الطبية
4 كانون الأول/ديسمبر 2016 – نجحت منظمة الصحة العالمية في إيصال الأدوية المنقذة للحياة والمستلزمات الطبية إلى داخل مدينة الموصل. واشتملت الشحنة، التي تكفي لعلاج 13 ألف مريض تقريبًا، على أدوية علاج الأمراض المزمنة، والمضادات الحيوية، والأدوية والإمدادات اللازمة لعلاج الرضوح الناجمة عن الإصابات. وقدم صندوق الأمم المتحدة للسكان الأًصناف الخاصة بالصحة الإنجابية .
ويقدم مركز الرعاية الصحية الأولية الخدمات الطبية العاجلة لأكثر من 50 ألف إنسان يعيشون في شرق مدينة الموصل، وتديره مديرية الصحة بنينوى. ونظراً لمحدودية الخدمات الصحية في المنطقة، يخدم المركز أيضا 9 ضواحي مجاورة يبلغ مجموع سكانها 150 ألف شخص تقريبًا.
ونتيجة لمحدودية القدرة على وصول وكالات المعونة إلى الضاحية، فإن مركز الرعاية الصحية الأولية يواجه نقصًا حادًا في الأدوية الأساسية واللوازم الطبية. كما أن نقص المياه وإمدادات الطاقة والوقود اللازم للمولدات الكهربائية يمثل تحديًا هائلًا، واضطر المركز إلى التوقف عن العمل مؤقتاً في مناسبات عدة خلال الأسابيع القليلة الماضية نتيجة للقصف.
ويخدم في المركز 7 أطباء، من ضمنهم أخصائيو الطب الباطني والممارسون العموم وأطباء الأطفال والجراحة العامة وطبيب التخدير. وكلهم تقريبًا يعملون كمتطوعين بدون أجر. ويعالج العاملون الصحيون في المركز حوالي 1000 مريض يومياً، منهم 10-15 مريضًا يصابون يوميًا نتيجة للقصف. كما يحتاج الناس إلى علاج الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض القلب والربو والصرع.
ومع التحسن التدريجي للقدرة على الوصول إلى هناك، فإن سيارات الإسعاف التي وفرتها منظمة الصحة العالمية تنقل المرضى المصابين إلى أقرب نقاط لعلاج الرضوح في شرق الموصل، قبل مواصلة رحلتهم إلى المستشفيات في أربيل والتي تبعد مسافة ساعتين على الأقل.
المواقع ذات الصلة
تزايد الاحتياجات الصحية للنازحين والجرحى من مدينة الموصل بالعراق
29 تشرين الثاني/نوفمبر 2016
المدنيون المحاصرون في تبادل إطلاق النار: منظمة الصحة العالمية تدعم خدمات رعاية الرضوح في مدينة الموصل وحولها
9 تشرين الثاني/نوفمبر 2016