الإنفلونزا الموسمية

كوفيد-19 والإنفلونزا

تتشابه العديد من أعراض الإنفلونزا مع أعراض كوفيد-19. وتشمل هذه الأعراض على سبيل المثال: الحمى والصداع وآلام العضلات والعطس والسعال. أما بالنسبة لمرض كوفيد-19، فله أعراضه الخاصة مثل فقدان حاسة الشم أو التذوق، إضافةً للأعراض السابقة. وقد عانى الكثير من الناس، وخاصةً الشباب، من هذه الأعراض الإضافية الخاصة بمرض كوفيد-19.

COVID-19 vaccination

ويختلف وجود هذه الأعراض، سواء كانت للإنفلونزا أو لمرض كوفيد-19، من شخص لآخر حسب مستوى مناعته. ومن المهم الإشارة إلى أن التدابير الوقائية، مثل غسل اليدين، وارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد البدني فعالة جدا، لكلا المرضين. ويمكن الوقاية من كل من الإنفلونزا الموسمية وكوفيد-19 من خلال اتباع هذه التدابير.

والتطعيم فعّال في الوقاية من الإنفلونزا الموسمية، ولاسيَّما في الوقاية من النتائج الوخيمة للمرض لدى كبار السن والأشخاص ذوي الحالات الصحية الخطيرة والحوامل. ويمكن حماية الرُضَّع بالمناعة المكتسبة بشكل سلبي من أمهاتهم خلال الأشهر 6-9 الأولى من العمر. وتوفر لقاحات كوفيد-19 حمايةً قويةً ضد الاعتلال الشديد، وإدخال المستشفى والوفاة بسبب كوفيد-19. كما تشير بعض البيّنات إلى أن التطعيم سيقلل من احتمال نقلك الفيروس للآخرين، ما يعني أن قرارك بالحصول على اللقاح سيوفر الحماية لمن حولك أيضًا.

الفيروسات

فيروس الإنفلونزا هو فيروس تنفسي ينتمي إلى فصيلة الأورثوميكسوفيريداي. وهناك 4 أنواع من فيروسات الإنفلونزا الموسمية، وهي الأنواع (أ) و(ب) و(ج) و(د). وتنتشر فيروسات الإنفلونزا (أ) و(ب) وتتسبب في أوبئة أمراض موسمية. ويمكن تقسيمها إلى أنواع فرعية تبعًا لمجموعة البروتينات الموجودة على سطحها (مثل الإنفلونزا «أ») أو سلالات مختلفة (مثل الإنفلونزا «ب»). وتسبب العدوى بفيروسات الإنفلونزا مرض الإنفلونزا.

ويُعدُّ كوفيد-19 مرضًا مُعديًا يُعرف باسم فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (فيروس كورونا سارس- 2). وينتمي فيروس كورونا سارس- 2 إلى فصيلة الفيروسات التاجية، ويمكن تصنيفه كذلك إلى متحورات ومتحورات فرعية.

العلامات والأعراض

Similarities between COVID-19 and influenza

يشترك كل من مرض كوفيد-19 ومرض الإنفلونزا في أعراض مماثلة، بما في ذلك السعال وسيلان الأنف والتهاب الحلق والحمى والصداع والتعب. ويكون لدى الأشخاص المصابين بأي من الفيروسين مستويات مختلفة من المرض؛ فبعضهم لا تظهر عليه أية أعراض، وبعضهم تظهر عليه أعراض خفيفة أو مرض شديد. وفي الغالب، يمكن للأشخاص الذين يعانون من أعراض خفيفة لكلٍ من كوفيد-19 والإنفلونزا أن يتلقوا الرعاية في المنزل بأمان. وكلا المرضين يمكن أن يكون مميتًا لبعض الأشخاص المعرضين أكثر من غيرهم لخطر الإصابة بالأمراض الشديدة والوفاة.

ولا يمكنك التمييز بين الإنفلونزا وكوفيد-19 اعتمادًا على الأعراض. فاختبار الإصابة بالفيروس هي الطريقة الوحيدة التي يمكنك من خلالها معرفة الفيروس الذي أصابك أو التحقق من إصابة شخص بالإنفلونزا وكوفيد-19 في نفس الوقت.

الوقاية

يمكن أن ينتقل كل من فيروس كوفيد-19 والإنفلونزا من شخص لآخر، خاصةً بين المخالطين لبعضهم البعض مخالطةً عن قُرب. وينتشر كلا الفيروسين في المقام الأول عن طريق الجسيمات الكبيرة والصغيرة التي تحتوي على الفيروس عندما يسعل المصابون بأي من الفيروسين أو يعطسون أو يتحدثون. كما يمكن الإصابة بالعدوى عن طريق لمس شخص آخر أو لمس سطح يوجد الفيروس عليه ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين بعد ذلك. وفي ضوء ذلك، فإن تدابير الوقاية الشخصية مثل:

  • غسل اليدين بانتظام مع تجفيفهما على نحو صحيح.
  • النظافة التنفسية الجيدة – تغطية الفم والأنف بالمرفق المثني أو بمنديل عند السعال أو العطس، وإلقاء المنديل في سلة مغلقة.
  • الانعزال المبكر عن الذين يشعرون بتوعُّك أو حمى أو غير ذلك من أعراض الإنفلونزا.
  • تجنُّب مخالطة المرضى مخالطة مقربة
  • تجنب لمس العينين أو الأنف أو الفم

يمكنها أن تحميك وتحمي الآخرين من العدوى. وتشمل التدابير الوقائية الأخرى للحماية من العدوى أيضًا ما يلي:

  • الابتعاد عن الآخرين لمسافة متر واحد على الأقل، وارتداء الكمامة بحيث تنطبق على الوجه جيدًا؛
  • تجنُّب الأماكن والبيئات المزدحمة أو ذات التهوية السيئة؛
  • فتح النوافذ أو الأبواب للحفاظ على تهوية الغرف جيدًا؛

وبالإضافة إلى هذه التدابير، هناك لقاحات آمنة وفعالة ضد كلٍّ من كوفيد-19 والإنفلزنزا. والتطعيم جزء مهم من الوقاية من المرض الشديد والوفاة لكل من كوفيد-19 والإنفلونزا. وتختلف لقاحات كوفيد-19 عن لقاحات الإنفلونزا، فلا تُغني إحداها عن الأخرى. ويقتضي اختلاف لقاحات الإنفلونزا عن لقاحات كوفيد-19 حصول الشخص على كلا اللقاحين لحماية نفسه من كل مرض من المرضين على حدة.

العلاج

COVID-19 vs influenza treatment

تتوفر علاجات مختلفة لكل من الإنفلونزا وكوفيد-19، ولكن كلا المرضين يُعالَج في المراحل الأولية بالتعامل مع الأعراض مثل الحمى. ويمكن أن يسبب كلا الفيروسين مرضًا شديدًا يؤدي إلى دخول المستشفى بسبب الحاجة إلى علاج أكثر دعمًا مثل جهاز التنفس الصناعي. وبالنسبة لبعض المرضى، قد تساعد الأدوية على تخفيف الأعراض وشدة المرض وتقصير مدة الإصابة بمرض كوفيد-19 أو الإنفلونزا.

وبالنسبة للإنفلونزا، هناك أدوية مضادة للفيروسات تؤخذ عن طريق الفم ويمكن استخدامها لاستكمال علاج الأعراض. أما المرضى المصنفين ضمن مجموعة معرضة بشدة للإصابة بمرض خطير أو معقد، فيجب علاجهم بالأدوية المضادة للفيروسات، بالإضافة إلى علاج الأعراض، في أقرب وقت ممكن. وينبغي علاج المرضى الذين يعانون من مرض سريري شديد أو متدرج مرتبط بعدوى فيروس الإنفلونزا المشتبه فيها أو المؤكدة (أي المتلازمات السريرية للالتهاب الرئوي أو الإنتان أو تفاقم الأمراض المزمنة الكامنة) بالأدوية المضادة للفيروسات في أقرب وقت ممكن.

وبالنسبة لكوفيد-19، تكون الراحة في المنزل وتناول الدواء لتخفيف الحمى أو الأعراض الأخرى كافية في العادة للأشخاص المصابين بدرجة إصابة خفيفة. ومع ذلك، يمكن علاج الحالات الأكثر شدة التي تتطلب دخول المستشفى بالعلاجات الجديدة (مثل علاج الأجسام المضادة وحيدة النسيلة) مع تقديم الرعاية الداعمة. وتشمل الرعاية الداعمة المثلى إعطاء أكسجين للمرضى المصابين باعتلال وخيم والمعرضين لخطر الإصابة باعتلال وخيم، وتقديم الدعم التنفسي الأكثر تقدمًا مثل التنفس الصناعي للمرضى في الأوضاع الحرجة. ويمكن لعلاج الديكساميثازون، وهو إحدى الكورتيكوستيرويدات، أن يساعد على تقليل مدة بقاء المريض على جهاز التنفس الصناعي وإنقاذ حياة المرضى ذوي درجات الاعتلال الشديدة والحرجة. وأشارت النتائج التي أسفرت عنها تجربة التضامن التي أجرتها منظمة الصحة العالمية إلى أن المقررات العلاجية ريمديسيفير والهيدروكسيكلوروكين ولوبينافير/ريتونافير وإنترفيرون يبدو أن لها أثرًا ضعيفًا أو معدومًا على الحالات التي تتعرض للوفاة خلال 28 يومًا أو على الحالات التي تتلقى مقررات علاج كوفيد-19 داخل المستشفى بين المرضى الذين يدخلون المستشفى. ولم يثبت أن الهيدروكسيكلوروكين يحقق أية فائدة لعلاج كوفيد-19. ولا توصي منظمة الصحة العالمية بالتطبيب الذاتي بأية أدوية، بما في ذلك المضادات الحيوية، للوقاية من كوفيد-19 أو العلاج منه. وتنسق منظمة الصحة العالمية الجهود لتطوير علاجات لكوفيد-19، وستواصل تقديم المعلومات الجديدة حال توفرها.