الإنفلونزا الموسمية

لقاحات الإنفلونزا

تُعَدُّ لقاحات الإنفلونزا الموسمية الطريقة الأكثر فعالية للوقاية من مرض الإنفلونزا، مع توافر لقاحات آمنة وفعالة واستخدامها لأكثر من 60 عامًا. ومع تطور الإنفلونزا وتغيرها باستمرار مع مرور الوقت وتراجُع مناعتنا ضد الإنفلونزا، يُنصَح بالتطعيم السنوي للحماية من الإنفلونزا.

لقاحات الإنفلونزا

Influenza vaccines

إن لقاحات الإنفلونزا الأكثر استخدامًا هي لقاحات الإنفلونزا المعطَّلة وتُعطَى عن طريق الحقن. ويكون تصميم هذه اللقاحات ثلاثي التكافؤ (3 سلالات؛ لقاح مُعطَّل ثلاثي التكافؤ) ورباعي التكافؤ (4 سلالات؛ لقاح مُعطَّل رباعي التكافؤ). وبالنسبة لتركيبة اللقاحات المعطلة رباعية التكافؤ، فهناك أيضًا نُسخ عالية الجرعات مصممة أساسًا للاستخدام مع الأشخاص في عمر 65 عامًا أو أكثر. وهناك أنواع أخرى من لقاحات الإنفلونزا؛ اللقاح المزود بجسم مساعد، ولقاح الإنفلونزا المحضر من الفيروس الحي الموهن، ولقاحات الإنفلونزا المأشوبة التي ظهرت مؤخرًا.

وبشكل عام، ينبغي حفظ لقاحات الإنفلونزا في درجة حرارة تتراوح بين 2 و8 درجات مئوية، مع تجنب تعرضها للضوء، وتجنب تجمدها. وتُعطى لقاحات الإنفلونزا عادة عن طريق الإبرة، وتُحقن في العضلة الدالية. ويُستثنى من ذلك لقاح الإنفلونزا المحضر من الفيروس الحي الموهن الذي يُعطى داخل الأنف. ويمكن الاطلاع على التفاصيل المحددة لاستخدام كل لقاح وتدبيره العلاجي على الموقع الإلكتروني لمنظمة الصحة العالمية وكذلك على المواقع الإلكترونية للشركات المُصنّعة المحددة والهيئات التنظيمية الوطنية.

السلامة

تتميز لقاحات الإنفلونزا المعطَّلة، مثل اللقاح المعطل ثلاثي التكافؤ واللقاح المعطل رباعي التكافؤ، بدرجة ممتازة من المأمونية، ويتحملها مَن يتلقاها من جميع الأعمار، بما في ذلك الأشخاص الذين يعانون من حالات صحية كامنة، والحوامل. وثمة تفاعلات خفيفة متكررة ولكنها لا تستمر أكثر من يوم إلى يومين. وتتمثل التفاعلات الأكثر شيوعًا في كل من البالغين والأطفال في ألم خفيف في موضع الحقن (60-80٪ من المتلقين) وحمى خفيفة (2-10٪) وتوعك وصداع وآلام في العضلات ووهن. وعلى الرغم من وجود مخاوف من أن لقاحات الإنفلونزا المعطلة القائمة على استعمال جنين البيض يمكن أن تؤدي إلى التأق لدى الأشخاص الذين لديهم حساسية من البيض، إلا أن مثل هذه التفاعلات لم تُوثَّق.

وبصفة عامة، فقد تَبيّن أن الأطفال والبالغين الأصحاء يتحملون لقاحات الإنفلونزا المحضرة من الفيروس الحي الموهن، ولكن عندما تحدث الأعراض، كما هو الحال في لقاحات الإنفلونزا المعطَّلة، فإنها تكون محدودة ذاتيًا ومعتدلة. ومن أكثر التفاعلات شيوعًا الاحتقان الخفيف في الأنف أو سيلان الأنف، والتهاب الحلق والحمى الخفيفة. ولم يكن هناك اختلاف في معدل التفاعلات السلبية الخطيرة للقاح الإنفلونزا المحضر من الفيروس الحي الموهن، أو اللقاح المعطل ثلاثي التكافؤ أو الدواء الوهمي في الأطفال أو البالغين. وتتفاوت موانع الاستعمال والاحتياطات الخاصة بين مناطق الولاية، وتتولى السلطات التنظيمية الوطنية المحلية وضعها بشأن استعمال لقاحات الإنفلونزا المحضرة من الفيروس الحي الموهن في فئات سكانية مختلفة، وبعض البلدان المرتفعة الدخل لا توصى باستخدامها مع الأطفال والبالغين الذين يعانون من مجموعة من الحالات الرئوية أو القلبية الوعائية المزمنة.

مدة الحماية وتكرار التطعيم

ولضمان الفعالية المُثلى للقاح ضد السلالات السائدة في نصفيّ الكرة الشمالي والجنوبي، تخضع تركيبة لقاحات الإنفلونزا للمراجعة مرتين في العام، وتُعدَّل لتتناسب مع سلالات فيروسات الإنفلونزا المنتشرة، على النحو الذي حصلت عليه الشبكة العالمية لترصد الإنفلونزا والتصدي لها بمنظمة الصحة العالمية.

وقد وَفَّر التطعيم في الموسم الحالي والمواسم السابقة حمايةً أفضل مقارنةً بعدم التطعيم أو الاكتفاء بالتطعيم في الموسم السابق. وتتفاوت درجة الحماية التي يوفرها التطعيم الحالي والسابق من عام لآخر، مما يعكس تعدد أنواع فيروسات الإنفلونزا المنتشرة وتشابه مستضداتها مع تركيبة اللقاح.

كفاءة لقاحات الإنفلونزا وفعاليتها

يوجد بوجه عام تباين كبير في كفاءة لقاحات الإنفلونزا وفعاليتها في المواسم المختلفة وفي المجموعات السكانية المختلفة. وقد يرجع ذلك لعدة أسباب، مثل عدم تطابق السلالات، والتباين في تصميم الدراسة وحصانة المجموعات المختلفة. ومع ذلك، وبناءً على الأدلة المتاحة، ثبت أن لقاحات الإنفلونزا تحقق كفاءة وفعالية عند استخدامها مع البالغين الأصحاء، ولكن تقديرات التأثير تختلف حسب الموسم ومدى تطابق اللقاحات مع سلالات الإنفلونزا المنتشرة حاليًا. ولفهم عامل الكفاءة بشكل أفضل، كانت الكفاءة المُجَمَّعة لتركيبات اللقاح المعطل ثلاثي التكافؤ ضد المرض السريري لدى البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و65 سنة في 12 موسمًا في التجارب العشوائية المضبوطة تبلغ (95% فاصل الثقة: 51-67%). وبالنسبة للمجموعات الأخرى الموصى بها (أي كبار السن (أكبر من 65 سنة) والحوامل والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة والأطفال)، فعلى الرغم من الأدلة التي تثبت كفاءة لقاحات الإنفلونزا وفعاليتها، إلا أن مجالها قد يختلف اختلافًا كبيرًا. وبالنسبة للحوامل، تجدر الإشارة إلى أن لقاحات الإنفلونزا لا تمنع الإصابة بالإنفلونزا في هذه الفئة الضعيفة فحسب، بل تمنع أطفالها أيضًا من خلال نقل الأجسام المضادة من الأمهات إلى أطفالها. وهذا أمر مهم لأنه لا يوجد لقاح من لقاحات الإنفلونزا مُرخص باستعماله مع الأطفال في سن ستة أشهر.

وقد أظهرت النتائج التي توصلت إليها الاستعراضات أن التطعيم ضد الإنفلونزا إما يوفر التكاليف أو يحقق نسبة معقولة لفعالية التكلفة. ومن منظور مجتمعي ومن منظور أرباب العمل، لا سيّما في البلدان المرتفعة الدخل، قد يكون تطعيم الإنفلونزا فعّال من حيث التكاليف للعاملين الصحيين وكبار السن. وهناك بيّنات محدودة مستمدة من البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، ولكن تخفيف عبء الإنفلونزا الواقع على النظم الصحية المُجهَدة باستخدام لقاحات الإنفلونزا قد يكون له أثر أكبر مقارنةً بالأماكن المدعومة بالموارد اللازمة.

لمزيد من المعلومات والإرشادات حول التطعيم ضد الإنفلونزا، يرجى الرجوع إلى أحدث الإرشادات الصادرة عن فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي المعني بالتمنيع.

(1) كفاءة لقاحات الإنفلونزا وفعاليتها: استعراض منهجي وتحليل تجميعي. Osterholm MT, Kelley NS, Sommer A et al. Lancet Infect Dis. 2012; 12(1):36-44