نظرة ناقدة لمقررات اللغة العربية كإحدى مطلوبات التعليم العالي في كليات العلوم الصحية بجامعة الجزيرة

PDF version

أحمد عبد الله محمداني1، سميرة حامد عبد الرحمن1، عمر السيد الطيب العباس2

الخلاصـة: قام الباحثون في هذه الدراسة بمقارنة مقرر اللغة العربية الذي يدرَّس حالياً في كلية الطب بجامعة الجزيرة مع المقررات السابقة. كما قاموا بتقصِّي آراء الطلاب وأساتذة اللغة العربية في كليات العلوم الصحية حول محتوى المقررات وطرق التدريس والتقيـيم، وكيف أسهمت هذه الطرق في استيعاب الطلاب لمقررات العلوم الطبية. وقد صُمِّم المقرر الحالي بهدف تزويد الطلاب بمهارات اللغة العربية، مع التركيز على اللغة العلمية. وقد تفاوتت آراء الطلاب في ما يتعلق بفهمهم للطب السريري وتفاعلهم مع المرضى، وكذلك في ما يتعلق بفائدة إجراءات البحث والتبليغ بالنسبة لهم. ويرى الأساتذة أن المقررات مناسبة للأغراض التي وضعت من أجلها، وأكدوا مع ذلك أهمية تنويع طرق التدريس والتقيـيم.

 A critical view of Arabic curriculum as a requirement for medical schools, Gezira University

ABSTRACT: We compared the present Arabic syllabus used in Gezira University Medical School with previous ones. We also surveyed students and Arabic professors in medical sciences on their views on the content and teaching/evaluation procedures and how these contributed to students’ understanding of the medical science syllabus. The current syllabus was designed to provide students with Arabic language skills with particular reference to scientific language. The students’ opinions differed regarding their understanding of clinical medicine and their interaction with patients and also the benefits to them of research procedures and reporting. The professors considered the syllabus was adequate to achieve its aims but emphasized the importance of varying teaching methods and evaluation.

Regard critique sur le programme d’études en arabe obligatoire dans les écoles de médecine de l’Université de Gezira

RÉSUMÉ: Nous avons comparé le programme d’études en arabe actuellement appliqué dans les écoles de médecine de l’Université de Gezira avec les précédents. Nous avons également demandé aux étudiants et aux professeurs de médecine en langue arabe comment ils percevaient le contenu et les procédures d’enseignement et d’évaluation, et comment ceux-ci permettaient aux étudiants de mieux comprendre le programme de sciences médicales. L’objectif du programme en vigueur était de permettre aux étudiants d’acquérir des compétences axées sur le langage scientifique en langue arabe. Les étudiants ne partageaient pas tous les mêmes opinions quant à leur compréhension de la médecine clinique et leur relation avec les patients, et aussi quant aux avantages que représentent pour eux les procédures et la communication en matière de recherche. Les professeurs considéraient que le programme remplissait correctement son objectif mais soulignaient l’importance de varier les méthodes d’enseignement et les mécanismes d’évaluation.

(1) علوم المختبرات الطبية، كلية الطب، جامعة الجزيرة، واد مدني، السودان، (البريد الإلكتـروني: This email address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it.).
(2) كلية التربية، جامعة الجزيرة، واد مدني، السودان
الاستلام: 11/09/06، القبول: 15/11/06

EMHJ, 2009, 15(1):198-208
A.A. Mohamedani. Medical Laboratory Sciences, Faculty of Medicine, El Gezira University, Wad Medani, Sudan. 


المقدمة

لا يخفي على أحد أهمية اللغة القومية في تدريس العلوم بكل أنواعها. فهي غالباً ما تكون لغة الأم وتدخل في وجدان أطفالها منذ ولادتهم. وهى أيضاً اللغة المستعملة في المجتمع عندما يشب الأطفال عن الطوق. ولكننا نجد أن هذه اللغة في معظم الأحيان تكون عامية دارجة. وبدخول الطفل في التعليم النظامي يبدأ في دراسة اللغة ويتعلم فنونها بالتدريج حتى يكمل تعليمه العام، ومن ثم ينتقل إلى المرحلة الجامعية. وهنا يواجه بأحد احتمالين إما أن تكون الدراسة بلغته القومية وإما بلغة أجنبية وهي في معظم الأحيان الإنكليزية أو الفرنسية - وهذا الوضع تمليه ظروف كثيرة أهمها نوع الاستعمار الذي كان في بلاده.

 وقد لوحظ في السنوات الأخيرة ضعف الطلاب في اللغات عموماً بما في ذلك اللغة العربية. لذا ومنذ مطلع تسعينات القرن الماضي تقرر تدريس اللغة العربية في الجامعات السودانية كأحد مطلوبات وزارة التعليم العالي، خاصة بعد صدور قرار تعريب الدراسة. وقد تبنت جامعات كثيرة قرار التعريب في معظم كلياتها باستثناء كليات العلوم الصحية، خاصة كليات الطب. وكانت جامعة الجزيرة بحمد الله من الجامعات القليلة في السودان التي نفذت قرار التعريب في جميع كلياتها بما في ذلك كليات العلوم الصحية. في البداية لم تجد مقررات اللغة العربية الحماس والقبول المناسبين وسط أعداد كبيرة من الطلاب والأساتذة، لذا عقدت عدة لقاءات عمل لدراسة هذا الأمر نتج عنها تطوير مقررات اللغة العربية لتؤدي الأهداف المنشودة منها. ويستعرض الباحثون في هذه الورقة آراء طلاب كليات العلوم الصحية وكذلك آراء أساتذة مقررات اللغة العربية في هذه المقررات ومدى تحقيقها لتلك الأهداف.علماً بأنهم قد وثـّقوا تجربة التعريب وأثرها على الطلاب في كليات العلوم الصحية بجامعة الجزيرة ]5،1[.

أهداف الدراسة:

  1. وصف مقررات اللغة العربية الحالية ومقارنتها مع المقررات السابقة.
  2. تحديد آراء الطلاب في مقررات اللغة العربية من حيث المضمون وطرق التدريس والتقويم ومدى مساهمتها في استيعابهم لمناهج العلوم الصحية والطبية.
  3. استطلاع آراء الأساتذة الذين يدرِّسون مقررات اللغة العربية لطلاب العلوم الصحية والطبية حول المقررات الحالية ومتطلبات تطويرها.

منهجية الدراسة:

مكان الدراسة كليات العلوم الصحية والطبية بجامعة الجزيرة، وهي حسب الأقدمية كالآتي:

  1. كلية الطب (1975م).
  2. كلية الصيدلة (1996م).
  3. كلية العلوم الطبية التطبيقية (1997م)
  4. كلية علوم المختبرات الطبية (1998م).
  5. كلية طب الأسنان (2000م).

إطار الدراسة:

الدفعة 25 من كل كلية والتي أكملت مقررات اللغة العربية الحالية والمقررات الطبية والصحية المتخصصة حسب الكلية، (العدد الكلي 340 طالب).

حجم العينة وطريقة العينة:

تم اعتبار الطلاب في الدفعة 25 من كل كلية كعنقود مستقل، وتم اختيار 25 طالباً بالطريقة العشوائية البسيطة من كل عنقود.

طرق جمع المعلومات:

اتُّبِعَتْ الطرق التالية في جمع المعلومات:

  1. مراجعة وتحليل كتيبات مقررات اللغة العربية (السابقة والحالية) وذلك بغرض تحديد التطور الذي تمَّ من حيث المحتويات وطرق التدريس والتقيـيم.
  2. جمع المعلومات من الطلاب عن طريق استمارة صممت بحيث تساعد على تحقيق أهداف الدراسة.
  3. إجراء مقابلات مع أساتذة مقررات اللغة العربية المعنيين حالياً بتدريس طلاب كليات العلوم الصحية والطبية (عددهم 5).

النتائج والمناقشة

المناهج السابقة:

تم وضع منهج اللغة العربية (16 ساعة معتمدة) لهذه الكليات في العام الدراسي 1990/1991م في الفصول الدراسية الأولى، وذلك لتحقيق هدفين أساسين وهما هدف عام وهدف خاص أو وظيفي:

(أ) الهدف العام:

  1. ربط الطالب باللغة العربية الفصحى وتراثها ونتاجها الفكري والعلمي.
  2. رفع كفاءة الطالب في اللغة العربية من حيث فقهها والتخاطب والكتابة بها بمستوى جيد.
  3. إكساب الطالب المهارة في توظيف اللغة العربية في المعارف المختلفة وتذوقه للنواحي الجمالية في النصوص اللغوية.
  4. تزويد الطالب بالمهارات اللغوية المتقدمة لتعينه على فهم ما يتلقاه من علوم ومعارف، وتمكِّنه من التعبير السليم.

(ب) الأهداف الخاصة:

  1. مساعدة طلاب القطاع الطبي على استيعاب مواد تخصصاتهم والتعبير عنها بلغة سليمة.
  2. تقويم اللسان والقلم من الأخطاء الشائعة في الكتابة والخطابة، وذلك بتدريبهم على الإملاء الموافق للقواعد والأصول الفنية، والارتقاء بملكاتهم في نطق الحروف من مخارجها الصحيحة.
  3. ترسيخ المصطلح العلمي ومبادئ الترجمة العلمية.

وتحقيقاً لهذه الأهداف جاءت مفردات المنهج بصورة تفي بحاجة الطالب في الكليات المعنية، بحيث يستطيع من خلالها فهم ما يتلقاه من نصوص مواده العلمية ولتجويد أدائه الكتابي لمقابلة متطلبات إجابة الامتحان وكتابة التقارير والبحوث العلمية، وكذلك لتجويد أدائه الشفوي ليتمكن من الحديث بطلاقة في المحافل الأكاديمية سائلاً أو مجيباً أو ناقداً أو محاضراً.

وكانت مفردات المناهج على النحو التالي:

  1. مفردات الفصلين الأول والثاني، روعي فيها أن يكتسب الطالب المهارات الأساسية للغة كالقراءة والاستماع والتكلم، حيث جاءت المفردة للفصل الأول تعنى بالأصوات اللغوية نطقاً وتجويداً وذلك بالتركيز على البنية التشريحية لأجزاء النطق ومخارج الحروف. وجاءت المفردة للفصل الثاني وهي تعنى بتجويد الأداء الكتابي بتدريب الطلاب على الإملاء الموافق للقواعد والأصول الفنية حتى يتمكن من الكتابة الصحيحة دون لحن أو أخطاء.
  2. مفردات الفصل الثالث: تعنى بالدارسة التطبيقية، فالفصل الثالث يعنى بطرائق كتابة التقارير العلمية مع استعراض بعض النصوص ذات الصلة بالقطاع الصحي والطبي.
  3. أما الفصل الرابع والأخير فجاء لإعداد الطالب لاستيعاب منهج البحث العلمي في كليات القطاع الصحي والطبي حيث جاءت مفردات هذا المنهج تعنى بضوابط الترجمة وكتابة البحث العلمي في مجالات العلوم الصحية والطبية.

  استمر تنفيذ هذا المنهج لمدة عشر سنوات، هذا وقد وجد التدريس باللغة العربية في كليات القطاع الطبي تجاوباً كبيرا من الطلاب والأساتذة. ولعل الاستبانة التي أجريناها من قبل على عينة من طلاب هذا القطاع دليل واضح إلى ما ذهبنا إليه ]3، 6[. وبما أن نظام المناهج بجامعة الجزيرة يخضع للتقويم المستمر من قبل اللجان المتخصصة على نحو ما رأينا، فقد عُقِدَتْ حلقة عملية (ورشة عمل) في أوائل عام 2000م اشترك فيها لفيف من أساتذة اللغة العربية وأساتذة القطاع الطبي. وكان من نتائج هذه الحلقة العملية أن عُدِّلَتْ المقررات الأربعة وأدخلت عليها التعديلات التي أوصت بها الحلقة العملية وفي ما يلي استعراض لهذه المقررات :

اسم المقرر: المهارات اللغوية

أهداف المقرر:

  1. إتقان الكتابة والتعبير
  2. استخدام اللغة
  3. القدرة على تدارك الأخطاء
  4. القدرة على الكتابة والتعبير
  5. استخدام اللغة استخداماَ صحيحاَ مجوداَ يوظفه في حياته الدراسية والعملية
  6. كتابة الرسائل والتقارير والمقالات، وإلقاء الخطب والمحاضرات، وإدارة الندوات وحلقات النقاش...الخ.

مفردات المقرر:

    1. عناصر الاتصال اللغوي:   
    2.          (أ) الكلام (ب) الاستماع (ج) القراءة (د) الكتابة
    3. ضوابط الرسم الكتابي:   
    4.          (أ) التذكير بالقواعد الأساسية للإملاء (ب) علامات الترقيم (ج) المختصرات ورموزها الكتابية (د) مكتبة الإملاء (هـ) التطبيق العملي
    5. دراسة الأصوات اللغوية العربية مخارجها وصفاتها.
    6. دراسة تركيب الكلمات وبنائها الصرفي.
    7. الجملة تعريفها، شروطها، بناؤها وأنواعها.
    8. الفقرة: تعريفها، شروطها وبناؤها.
    9. بعض الأخطاء الشائعة في الأصوات والكلمات وتركيب الجمل.

اسم المقرر: الكتابة وفنون التعبير:

أهداف المقرر:

  1. إجادة الطالب غير المتخصص للغة العربية من حيث التواصل والتخاطب والكتابة.
  2. تلبية حاجة الطالب غير المتخصص إلى تصحيح فهمه لما يتلقاه من نصوص مواده العلمية.
  3. تجويد الأداء اللغوي الشفوي لتمكين الطالب من الحديث في المحافل العلمية بعربية فصحى وتحسين قدرته في التفكير والفهم السليم بلغة عربية.
  4. تمكين الطالب من التعبير وكتابة التقارير والمقالات والبحوث.

مفردات المقرر:

  1. نشأتها ومفهومها وفلسفتها - وظائف اللغة (الاتصال، المعنى والتعبير).
  2. نشأة الكتابة الخطية وتطور الخط العربي.

نشأة الكتابة الفنية:

(أ) النثر وأنواعه (نثر عادي، نثر علمي، نثر فني)

1. النثر العادي: (كتابة التقارير وصياغتها)

  1. أنواع التقارير (تقرير الأداء - تقرير جمع الحقائق - التقرير الفني)
  2. مواصفات التقرير ومكوناته.

2. النثر العلمي:

  1. عناصر الكتابة العلمية (إدارية، هندسية، ...الخ)

3. النثر الفني (التعبير):

  1. صفات الكتابة الجيدة (الوحدة أو التجانس) تخير الألفاظ.
  2. إطار الكتابة (الفاتحة أو المقدمة، الوسط والغرض، الخاتمة).
  3. عناصر الكتابة (الفكر، العاطفة، الأسلوب والخيال)

اسم المقرر: المعاجم والمصطلحات

أهداف المقرر

  1. تعريف الطالب بأنواع المعاجم وطرق استخدامها.
  2. إطلاع الطالب على الجهود التي بذلت في تعريب المصطلحات وطرق صياغتها.
  3. تمكين الطالب من أسس وضع المصطلح العلمي.
  4. تعريف الطالب خصائص اللغة العربية ومنهجها في التوليد والاشتقاق والتجديد ومعرفة جذور الكلمات.
  5. تمكين الطالب من استخدام الموسوعات العلمية.

المفردات:

  1. التعريف بالمعاجم ووظائفها، أنواع المعاجم، طرق استخدامها.
  2. تطور التأليف المعجمي وسمات هذا التطور - الفروق بين المعاجم الحديثة والقديمة.
  3. صياغة المصطلح.
  4. التعريب وجهود النحاة في إخضاع المعرب للصيغ العربية.
  5. مسيرة المصطلح العلمي.
  6. معاجم مصطلحات العلوم في كتب التراث العربي.
  7. طرق وضع المصطلح
  8. جهود المجامع العلمية في المصطلح، توحيد المصطلح العلمي العربي.

اسم المقرر: نصوص تطبيقية

الأهداف:

  1. تمكين الطالب من قراءة بعض النصوص اللغوية التطبيقية المتصلة بتخصصه في الغالب.
  2. تعويده على إمكانية إعداد المادة العلمية بنفسه مستفيداَ من دراسته في المقررات اللغوية الأخرى.

المفردات:

تختار النصوص من بين جملة نصوص معدة مسبقاَ بحيث تناسب تخصص الطالب.

نتائج استبيان الطلاب:

استيعاب العلوم الطبية والصحية:

أكثر الطلاب استفادة (جيد إلى ممتاز) من مقررات اللغة العربية في استيعاب العلوم الأساسية هم طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية (70.5%) يليهم طلاب كلية طب الأسنان (40%) وأخيراً طلاب كلية الطب (16%).

أما العلوم السريرية (الإكلينيكية) فقد تدنت الاستفادة من مقررات اللغة العربية، بصورة عامة، في استيعابها. وكان طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية هم أيضا أكبر المستفيدين (58.8%) وأدناهم طلاب كلية علوم المختبرات (13.1%). بالنسبة للعلوم الاجتماعية السلوكية فقد كان دور مقررات اللغة العربية بارزاً لدى طلاب كلية علوم المختبرات الطبية (76.3%) يليهم طلاب كلية طب الأسنان (65%)

التواصل مع الأطر الصحية، والمرضى وذويهم وأفراد المجتمع:

حقق طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية أعلى نسبة من الاستفادة من مقررات اللغة العربية في التواصل مع جميع الفئات المذكورة على التوالي: الأطر الصحية (64.6%) المرضى وذويهم (73.5%)، أفراد المجتمع (75.8%).

وتوالى طلاب الكليات المتبقية بالنسبة للتواصل مع الأطر الصحية المختلفة كما يلي:

طب الأسنان (50%) علوم المختبرات الطبية (21.5%)، كلية الطب (16%) والصيدلة (14.1%).

بالنسبة للمقدرة على التواصل مع المرضى وذويهم في المؤسسات الصحية فقد تدرجت استفادة طلاب الكليات المختلفة بعد طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية كما يلي: طب الأسنان (40%) كلية الطب (32%)، كلية الصيدلة (18.8%) وأخيراً كلية علوم المختبرات (8.6%).

جاء ترتيب كلية طب الأسنان في المرتبة الثانية أيضا بالنسبة إلى استفادة طلابها من مقررات اللغة العربية في مقدرتهم على التواصل مع أفراد المجتمع حيث بلغت نسبة الطلاب الذين قيموا هذه الاستفادة (جيد - ممتاز) 60%، تلتها كلية الصيدلة (37.6%)، فكلية الطب (32%) وأخيراً كلية علوم المختبرات الطبية (30.1%).

إجراء البحوث:

أقر 87% من طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية باستفادتهم بدرجة (جيدة - ممتازة) من مقررات اللغة العربية في إجراء البحوث، تلاهم طلاب كلية طب الأسنان (50%)، ثم كلية الصيدلة (23.3%) تليها كلية الطب (16%) وأخيرا كلية علوم المختبرات الطبية (8.6%).

كتابة التقارير:

كانت استفادة طلاب الكليات المختلفة كما يلي: كلية العلوم الطبية التطبيقية (52.2%)، طب الأسنان (40%)، الطب (20%)، علوم المختبرات الطبية (12.9%) وأخيراً كلية الصيدلة (4.7%).

تقديم الندوات:

كان طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية في المرتبة الأولى من حيث استفادتهم من مقررات اللغة العربية في تقديم الندوات (75.4%)، تلاهم طلاب كلية طب الأسنان (60%) ثم كلية الطب (20%)، يليهم طلاب كلية الصيدلة (18.8%) ثم طلاب كلية علوم المختبرات الطبية (17.2%).

استخدام المكتبات:

كانت أعلى نسبة استفادة من مقررات اللغة العربية في استخدام المكتبة بين طلاب كلية العلوم الطبية التطبيقية (81.4%)، يليهم طلاب كلية طب الأسنان (40%) ثم طلاب كلية علوم المختبرات الطبية (21.5%).

أما بالنسبة للمكتبة الإلكترونية فإن الاستفادة من مقررات اللغة العربية كانت عموماً متدنية وجاء ترتيب طلاب الكليات المختلفة في الاستفادة منها كما يلي: طب الأسنان (35%)، العلوم الطبية التطبيقية (17.8%) كلية الصيدلة (9.4%)، كلية الطب (4%).

يمكن تلخيص آراء الطلاب حول المشاكل المتعلقة بهذه المقررات فيما يلي:

  1. إصرار كثير من أساتذة المقررات التخصصية في الفصول الدراسية المتقدمة على التدريس وامتحان الطلاب باللغة الإنكليزية.
  2. قلة إحساسهم بملاءمة المقررات مع المقررات الطبية والصحية وقلة ارتباط مقررات اللغة العربية مع المقررات المتخصصة ومواكبتها للتطور في هذه العلوم، إضافة إلى النقص الشديد في المراجع العربية.
  3. تقييم الطلاب يتم حاليا بواسطة أستاذ واحد هو مدرس المادة، والأفضل أن يدرس أي مقرر بواسطة أكثر من أستاذ وأن يتم تقييم الطلاب بواسطة أكثر من أستاذ كذلك.
  4. طرق التعليم والتعلم المستخدمة حالياً قليلة التحفيز للطلاب باعتمادها بصورة كبيرة على المحاضرات والامتحانات التحريرية.
  5. أوقات التدريس ( في الفترات المسائية) غير مناسبة.

آراء أساتذة اللغة العربية:

مقررات اللغة العربية السابقة:

المقرر الأول: يحتوى على نحو وصرف يدرسان بطرق تقليدية. لا تدرَّس أي مهارات

المقرر الثاني: خاص بالتعبير وكان عبارة عن سرد تاريخي

المقرر الثالث: خاص بالمعاجم ولا يحتوى على أساسيات الترجمة والتعريب

المقرر الرابع: خاص بالنصوص الأدبية البحتة.

مقررات اللغة العربية الحالية:

بدأ تطبيق المقررات الجديدة بعد تطويرها لطلاب الدفعة (23). وقد تمت الاستعانة في وضعها بمناهج اللغة العربية في بعض الجامعات السودانية وبآراء الخبراء السودانيين المختصين من جامعة الجزيرة وتلك الجامعات. تقلص عدد الساعات المعتمدة إلى 8 ساعات.

محتويات المقررات:

المحتويات الحالية للمقرر كافية حسب الأهداف المعلنة لتلك المقررات، وقد تم اختيارها بعناية لتساعد الطلاب في استيعاب المقررات المتخصصة (مقررات العلوم الطبية والصحية) عند تدريسها باللغة العربية دعماً لسياسة التعريب بالجامعة.

يقوم الأساتذة (بمبادرات شخصية) باختيار نصوص (من مواد المقررات المتخصصة) من أجل التدريب التطبيقي للطلاب عليها في مختلف المجالات مثل : تعريب المصطلحات، كيفية صياغة المصطلح العلمي، استخراج المحسنات اللفظية والبلاغية،...الخ

لفت انتباه الطلاب إلى جوانب التأصيل عند دراسة النصوص المختارة إضافة إلى الجوانب اللغوية بتلك النصوص.

طرق التعليم والتعلم:

قبل البدء في تنفيذ المنهج الجديد كانت المحاضرة هي الوسيلة الأساسية لتدريس هذه المقررات، ومنذ البدء في تنفيذ المقررات الحالية أدخلت الندوات وحلقات المدارسة الطلابية كوسيلة جديدة، وحاليا أصبح الطلاب يستخدمون الوسائط المتعددة في التقديم وأظهروا مقدرات جديدة في استخدام التقانة المتطورة في العرض. من مشاكل المقررات أن الأنشطة التعليمية يتم تنفيذها في نهاية اليوم الدراسي وفي كثير من الأحيان في المساء (من الساعة 4:30 - 6:30 مساء) حيث يكون الطلاب مرهقين. وفي بعض الكليات (علوم المختبرات) لا تتوفر أي خدمات للطلاب في هذه الأوقات (مثل خدمات الكافيتريا والمكتبة). ذكر معظم الأساتذة مشكلة الأعداد الكبيرة للطلاب وأحياناً جمع دفعتين من كليتين مختلفتين. بعض الأسئلة أحياناً تكون ضعيفة وغير منهجية ولا تحفز على التفكير والاستنتاج. هناك نقص في المراجع في كليات العلوم الصحية ولكنها متوفرة في كليات التربية والتي توجد في مواقع أخرى من الجامعة.

طرق وأدوات التقييم:

الطرق الحالية جيدة حيث أن الامتحان النهائي يمثل 60% وأعمال السنة 40% من الدرجة الكاملة لأي مقرر.

يجب الإبقاء على إدراج نتائج مقررات اللغة العربية عند حساب المعدل التراكمي للطالب حيث أن في ذلك تحفيزاً للطلاب ليجوِّدوا أداءهم بهذه المقررات، فتكون بذلك ذات فائدة للطالب (بتحسين معدله التراكمي) أكثر من كونها نقطة عبور فقط.

ومن مشاكل هذه المقررات عدم التزام جميع أساتذة العلوم الطبية والصحية بالتدريس باللغة العربية خاصة في الفصول الدراسية المتقدمة وبالأخص في تدريس العلوم السريرية، بل أن هؤلاء الأساتذة لا يوجهون الطلاب إلى المخاطبة أثناء الندوات وحلقات المناقشة أو كتابة التقارير باللغة العربية السليمة.

التوصيات:

  1. استخدام المزيد من الطرق المحفزة للطلاب مثل: العمل في مجموعات، التمارين الجماعية والفردية، التطبيق العملي، الأوراق البحثية.
  2. الاهتمام باللغة العربية السليمة (كتابةً وتخاطباً) أثناء الأنشطة الأكاديمية المختلفة لمقررات العلوم الصحية والطبية متضمناً التدقيق اللغوي للتقارير والندوات وحلقات المدارسة الطلابية.
  3. تنوير أساتذة المقررات المتخصصة بأهداف ومحتويات مقررات اللغة العربية وإشراكهم في تنفيذها بحضور الندوات وحلقات المدارسة والمشاركة في تقييم الطلاب حتى يحرص هؤلاء الأساتذة على إلزام الطلاب بأساليب كتابة التقارير وتقديم الندوات وحلقات المناقشة مع سلامة اللغة العربية في كليهما.
  4. إحياء المكتبة العربية وتوفير المراجع الحديثة باللغة العربية.
  5. توفير التقنيات الحديثة من أدوات ووسائل التعليم والتعلم.
  6. تشجيع التنظيمات الطلابية على تبني تنظيم لقاءات عمل ومؤتمرات محلية داعمة لتعريب العلوم الصحية والطبية.
  7. زيادة الساعات المعتمدة للمقررات الحالية.

المراجع:

  1. تجربة كليات العلوم الصحية بجامعة الجزيرة في تعريب المناهج (1993 – 2003). بروفسير أحمد عبد الله محمداني – بروفسير ضياء الدين الجيلى – بروفسير عثمان طه محمد عثمان، المجلة الصحية لشرق المتوسط، منظمة الصحة العالمية، المجلد الحادي عشر، العددان 1/2 – 2005.
  2. تجربة التعريب في كلية الطب، جامعة الجزيرة (أرشيف وثائق الكلية).
  3. وقائع ورش عمل تعريب منهج كلية الطب، جامعة الجزيرة، مركز التعليم المستمر، كلية الطب جامعة الجزيرة (1991-1992 ).
  4. ورقة الدكتور ضياء الدين الجيلي عن التعريب في كلية الطب وكليات العلوم الصحية مقدمة في ورشة عمل التقويم التعريب بكلية الطب، جامعة الجزيرة يونيو 2002.
  5. بروفسير أحمد عبد الله محمداني ودكتورة سميرة حامد عبد الرحمن: تقويم أثر التعريب علي الطلاب المتخرجين من كلية الطب جامعة الجزيرة، قيد النشر في المجلة الصحية لشرق المتوسط، منظمة الصحة العالمية.
  6. الدكتور عمر السيد الطيب العباس بدر، تجربة جامعة الجزيرة في مجال التعريب 1991/2002، مجلة الجزيرة للعلوم التربوية والإنسانية – المجلد الثاني، العدد الأول 2005م (ص 173 – 198).