يَوَدُّ المكتب الإقليمي لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية إحاطة وسائل الإعلام علماً بالبيان الصادر عن مقرّ منظمة الصحة العالمية، استجابةً لتداول معلومات غير دقيقة، والتحريف في نقل بعض ما قيل عن جائحة الأنفلونزا H1N1.
بيان منظمة الصحة العالمية
تمثل جائحة الأنفلونزا H1N1الحالية أحد الأحداث التي جرى توثيق تطوراتها على نحو جيد وأساس علمي، حيث كان ظهور فيروس جديد للأنفلونزا وانتشاره سبباً في ظهور أنماط غير معتادة من المرض في سائر أنحاء العالم.
أدى الفيروس الجديد إلى ظهور أنماط من حالات الوفيات والمرض لا تُرى عادةً في حالات الإصابة بمرض الأنفلونزا، حيث وقعت أغلبية الوفيات التي سببتها الأنفلونزا الجائحية بين فئة الشباب، ومنهم من كان يتمتع بصحة جيدة قبل إصابته بها. واتضح أن السيدات الحوامل والأطفال الصغار وأناس آخرين من سائر الفئات العمرية ممن يعانون من أمراض مزمنة بالرئة أو من مشكلات صحية أخرى في وضع تشوبه درجة عالية من الخطورة وينذر بتفاقم حدّة المرض أو مدى تعقيده. وقد نتج كثير من الإصابات الحادة عن الالْتِهابٌ الرِئَوِيٌّ الفَيرُوسِيّ الذي يصعب علاجه مقارنة بعلاج حالات الالْتِهابٌ الرِئَوِيٌّ الـجُرْثـُومِيّ التي ترتبط عادةً بالأنفلونزا الموسمية. وقد استلزمت الحالة الصحية للكثيرين من هؤلاء المرضى الرعاية المركزة.
إن منظمة الصحة العالمية تدرك أن التعاون الدولي مع نطاق عريض من الشركاء بما في ذلك القطاع الخاص هو أمر لا غنى عنه في سبيل بلوغ أهداف الصحة العمومية في الحاضر والمستقبل. ومن هنا، فهي تؤكد على أن أي ادعاء بأن وضع الصحة العمومية الناجم عن جائحة الأنفلونزا H1N1كان مبالغا فيه بقصد تحقيق منفعة اقتصادية لشركات صناعة اللقاحات والأدوية هو ادعاء غير صحيح علمياً وتاريخياً.
وقد بدأت هذا الأسبوع مراجعةٌ خارجية حول الاستجابة العالمية في التعامل مع جائحة الأنفلونزا؛ تهدف المراجعة إلى تحسين سُبُل تعاون المجتمع الدولي؛ من أجل حماية الصحة في العالم أثناء حالات الطوارئ ذات الصلة بالصحة العمومية. وترحب منظمة الصحة العالمية بهذه الفرصة التي سُنحت لها للاستفادة من هذا التقييم المتعمق.
وتُعَدُّ المراجعة جزءً من إجراءات يتم تنفيذها ضمن جدول محدد، لتقييم مدى تطبيق اللوائح الصحة الدولية، التي تمثل اتفاقية دولية بين البلدان، من أجل تسهيل الاستجابة العالمية إلى المخاطر الصحية الكبرى. وكانت جائحة الأنفلونزا H1N1 هي الاختبار الأول الصعب التي كان على الاتفاقية المنقحة أن تواجهه منذ أن نُفِّذَت في شتى أنحاء العالم عام 2007.
ويغتنم المكتب الإقليمي هذه الفرصة لكي يؤكِّد على موقفه الثابت والدائم بشأن جائحة الأنفلونزا H1N1؛ فمنذ بداية الفاشية، تضافرت جهود وزارات الصحة والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية من أجل السيطرة على آثار الجائحة على البشر وتخفيف وطأتها قدر المستطاع.
ووفر المكتب الإقليمي إلى الدول الأعضاء توصيات مُسْنَدَة بالبيِّنات، مما مكَّنهم من اتخاذ تدابير ملائمة ومتأنية للاستجابة إلى التهديدات الناجمة عن جائحة الأنفلونزا H1N1.
وفي مسار تطور الجائحة، عقد المكتب الإقليمي عدد من الاجتماعات الوزارية والاجتماعات الرفيعة المستوى للخبراء، وأعد وأصدر مجموعة متنوعة من الدلائل الإرشادية التقنية لضمان سلامة واستقرار الحياة الطبيعية، بدون التسبب في قلق مفرط أو تقييد أنشطة التجارة والسفر الإقليمية أو الدولية.
وقد ساهم المستوى العالي من التأهب والاستجابة المتأنية التي أبدتها الدول الأعضاء، جنباً إلى جنب مع الجهود التي بذلتها منظمة الصحة العالمية وغيرها من الشركاء، بما في ذلك وسائل الإعلام، من أجل تقليل مخاطر جائحة الأنفلونزا H1N1إلى حد كبير. فلو لم نتأهب، ولو لم نستجب على هذا النحو السريع والكافي، لكانت الجائحة قد خلَّفت عواقب أكثر حدّة.
ومن هنا، فالمكتب الإقليمي يؤكِّد على إدراكه لأهمية وسائل الإعلام بصفتها شريكاً أصيلاً في توعية العامة حول مشاكل الصحة في العالم، فحماية الصحة هي بلا شك مسؤولية مشتركة ملقاة على عاتقنا جميعاً.