تنطلق صباح الأحد، 3 تشرين الأول/أكتوبر 2010، فعاليات الدورة السابعة والخمسين للّجنة الإقليمية لشرق المتوسط، وذلك بمقرّ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة.
وعلى مائدة البحث والنقاش، في هذه الدورة، طائفة من القضايا الصحية البالغة الأهمية التي يعكُف أعضاء اللجنة الإقليمية – من السادة وزراء الصحة في بلدان الإقليم ومعهم خبراء المنظمة – على بحثها واتخاذ القرارات الملائمة بشأنها.
ومن هذه القضايا ورقة تقنية حول الوقاية من العدوى ومكافحتها في منشآت الرعاية الصحية. وتنبُع أهمية هذا الموضوع من ارتفاع مخاطر العدوى المكتسبة أثناء الرعاية الصحية في البلدان النامية عن مثيلاتها في البلدان المتقدِّمة بمعدلات تـتـراوح بين ضعفَيْن وعشرين ضعفاً، ويمكن أن تـتجاوز نسبة المرضى 25%. وتقتـرح الورقة التقنية مجموعة من الإجراءات التي يمكن تنفيذها بسهولة في مختلف البلدان بتكلفة ميسورة، لتفادي العدوى في المنشآت الصحية.
أما الورقة التقنية الأخرى فتتناول تحسين تمويل الرعاية الصحية في إقليم شرق المتوسط، لتجنب الوضع الراهن الذي يتكبّد فيه الأفراد حصة مرتفعة من المبالغ التي تدفع مباشرةً من جيوب المرضى، ومن ثمّ تـتعرض عائلات كثيرة إلى احتماليّة إنفاق مبالغ طائلة والوقوع في هاوية الفقر. ويتطلّب الأمر تسريع وتيرة التحرك باتجاه التغطية الشاملة بالرعاية الصحية، وذلك من خلال توجُّهات استـراتيجية تطرحها هذه الورقة التقنية.
وبعد، فإن الاضطرابات النفسية لدى الأمهات والأطفال والمراهقين تمثل مشكلة من مشكلات الصحة العمومية، إذ تُقدّر نسبتها لدى الأمهات بـ 15 – 36% ولدى الأطفال والمراهقين بـ 10 – 36%. وهي نِسَبٌ أعلى بكثير مما عليه الحال في البلدان المتقدِّمة. وتتـرافق الاضطرابات النفسية بنتائج سلبية على الصحة الإنجابية وعلى صحة الأطفال والمراهقين وتطورهم. وسيبحث أعضاء اللجنة الإقليمية التوجهات الاستـراتيجية والإجراءات المقتـرحة لتخفيف عبء المرض النفسي لدى القطاعات المعرضة لأمثال هذه المخاطر في المجتمع.
ولايزال وباء فيروس العوز المناعي البشري المسبب للإيدز يواصل توسعه. فقد تراوحت الأعداد التقديرية لحالات العدوى الجديدة في الإقليم خلال العام الماضي ما بين خمسين ومئة ألف حالة. وهنالك ثغرات عديدة تؤدي إلى هذا التوسع رغم الجهود المبذولة للحد من انتشار الوباء. وسوف تنظر اللجنة الإقليمية في مشروع قرار حول سُبُل الوصول إلى معرفة أفضل بوباء فيروس الإيدز وتقوية الالتـزام بمكافحته ومجابهة تحدِّياته بصورة أكثر فعالية.
كذلك تنظر اللجنة الإقليمية في مشروع قرار باعتماد الاستـراتيجية الإقليمية للتغذية للحِقْبَة الممتدة بين عامَيْ 2010 و2015، وهي استـراتيجية تستهدف دعم البلدان في اتخاذ التدابير التي تكفُل تحسين الوضع التغذوي للناس طوال دورة حياتهم.
وفي متابعة للقضايا الصحية التي اتخذت اللجنة الإقليمية قرارات بشأنها في الدورة الماضية، يطَّلع أعضاء اللجنة الإقليمية على عدة تقارير مرحلية، منها تقرير مرحلي حول مبادرة التحرر من التبغ في ضوء توسع البلدان في سن التشريعات الوطنية لمكافحة التبغ في الإقليم. ويلقي هذا التقرير الضوء على الوضع الراهن الذي تمثل فيه مكافحة التبغ واحدةً من أعقد التحدِّيات التي تواجه الإقليم من جراء عدم وجود أسلوب منهجي لمكافحة التبغ.
وهنالك تقرير مرحلي آخر حول تقوية النُظُم الصحية القائمة على الرعاية الصحية الأولية. ويشير هذا التقرير إلى تـزايد التزام البلدان بتعزيز الرعاية الصحية الأولية منذ توقيع إعلان الدوحة في عام 2008، سواء بالتوسع في مفهوم طب الأسرة أو تقوية النُظُم الصحية ككل لتحقيق الإتاحة الشاملة للخدمات الصحية لمن يحتاجونها.
ويلقي تقرير مرحلي آخر الضوء على ما استجدَّ في جهود استئصال شلل الأطفال. وقد حافظ 19 بلداً على وضع الخلو من شلل الأطفال واقتـرب معظم هذه البلدان من الحصول على الإشهاد باستئصال المرض نهائياً، في حين يظل الفيروس يتوطّن بلدين اثنين هما أفغانستان وباكستان. هذا مع توقف ظهور الحالات الوافدة في السودان منذ عدة أشهر.
أما التقرير المرحلي حول بلوغ المرامي الإنمائية للألفية فيقدّم صورة واضحة لوضع كل بلدان الإقليم في ما يتعلق بفُرَص تحقيق هذه المرامي مع حلول الموعد المستهدف وهو عام 2015. وهنالك عشرة بلدان معرضة لاحتمال الإخفاق في تحقيق الأهداف في موعدها ما لم تُبادر إلى تسريع وتيرة العمل.
كذلك تستعرض اللجنة الإقليمية التقرير السنوي للمدير الإقليمي عن أعمال المكتب الإقليمي خلال عام 2009. وتناقش القرارات والمقررات ذات الأهمية الصادرة عن جمعية الصحة العالمية والمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية.
وسوف يتم ظهيرةَ اليوم الأول من أعمال الدورة السابعة والخمسين للّجنة الإقليمية عقد ندوة بمناسبة مرور خمسة أعوام على توقيع اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية لمكافحة التبغ. يرأس الندوة الدكتور حسين الجزائري، المدير الإقليمي لشرق المتوسط، ويشارك فيها - متحدثاً رئيسياً - الدكتور هايك نيكوجوسيان، رئيس أمانة الاتفاقية، ويحضرها السادة وزراء الصحة في بلدان الإقليم.
والدعوة موجَّهة للسادة الإعلاميـين لتغطية فعَّاليات هذه الدورة من دورات اللجنة الإقليمية، والندوة المنعقدة حول الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.